في عام 2000، كانت الأجواء في لبنان مشحونة بحمى كرة القدم الآسيوية، حيث استضافت بيروت وطرابلس وصيدا النسخة الثانية عشرة من بطولة كأس الأمم الآسيوية. وسط هذا المحفل الكروي، بزغ نجم فريق “الساموراي الأزرق” الياباني، الذي قدم أداءً استثنائياً بقيادة مدربه فيليب تروسييه. لكن اللقب لم يكن الإنجاز الوحيد لليابان في تلك البطولة، بل توج أداؤها الجماعي بفوز أحد أبرز لاعبيها بجائزة فردية مرموقة أثبتت علو كعبه كواحد من أفضل صانعي الألعاب في القارة الصفراء.
اللاعب الذي نتحدث عنه هو هيروشي نانامي hidetoshi nakata، مايسترو خط الوسط الياباني الذي قاد فريقه ببراعة فنية وتكتيكية لا مثيل لها. نانامي، الذي كان يلعب آنذاك في صفوف فينيزيا الإيطالي على سبيل الإعارة من جوبيلو إيواتا، قدم دروساً في صناعة اللعب والتحكم في إيقاع المباريات طوال مشوار البطولة. كان المحرك الأساسي لهجمات اليابان، وساهم بشكل فعال في وصول فريقه إلى المباراة النهائية وتحقيق اللقب على حساب المنتخب السعودي القوي في ذلك الوقت.
بفضل مستواه الثابت والمبهر، والذي تكلل بالوصول إلى منصة التتويج، اختير نانامي كأفضل لاعب في بطولة كأس آسيا 2000، ليكون بذلك أول لاعب ياباني يفوز بهذه الجائزة في الألفية الجديدة. لم يكن نانامي مجرد لاعب وسط تقليدي، بل كان يمتلك رؤية ثاقبة للملعب وقدرة على التمرير الدقيق، سواء في التمريرات القصيرة التي تكسر الدفاعات أو الطويلة التي تضع المهاجمين في مواجهة المرمى.
شكل تتويج نانامي بالجائزة اعترافاً دولياً بموهبته الكبيرة، وعزز مكانته كواحد من أساطير كرة القدم اليابانية الذين مهدوا الطريق لجيل ذهبي من اللاعبين اليابانيين للاحتراف في أوروبا. ورغم أن مسيرته الاحترافية في إيطاليا لم تكن طويلة، إلا أن أدائه في كأس آسيا 2000 بقي خالداً في الأذهان كرمز للتألق الفردي الذي يخدم المصلحة الجماعية للفريق، ليصبح اسمه مرادفاً للإنجاز الآسيوي الكبير في مطلع الألفية.
التدوينة من اللاعب الياباني الذي حصل على لقب افضل لاعب في بطوله afc asian cup لعام 2000 ظهرت أولاً على المقال نيوز.