بعد الضجة التي أثارتها أنباء محاولة اغتياله المزعومة، خرج الشيخ خميس فرحان علي الخنجر العيساوي، رئيس تحالف السيادة الوطني تشريع، لينفي بشكل قاطع ما تم تداوله بشأن تعرضه لمحاولة اغتيال أثناء مؤتمر عقد في بغداد، مؤكداً أن تلك المزاعم ليست سوى “إشاعات مغرضة” هدفها تشويه صورة المشروع الوطني الذي يتبناه التحالف، والنيل من تماسك صفوفه.
محاولة اغتيال خميس الخنجر
وقال الخنجر في بيان رسمي إن دخوله المعترك السياسي لم يكن بحثًا عن منصب أو نفوذ، بل كان “واجبًا وطنيًا تجاه أهله وقضيته”، رغم إدراكه لما تحمله الساحة العراقية من “صعوبات ومحن”. وأوضح أن تجربة العمل السياسي في البلاد ما تزال تعاني من “غياب القيم والمصداقية في المنافسة”، مشيرًا إلى أن تحالف السيادة تعرض على مدار السنوات الماضية إلى “حملات منظمة من الإشاعات والتهديدات” التي تستهدف إسقاطه سياسيًا.
وأضاف أن الجهات التي “فشلت في مواجهة المشروع الوطني لجأت إلى اختلاق قصة محاولة الاغتيال”، واصفًا تلك المزاعم بأنها “محاولات يائسة تعكس خوف خصومه من إرادة الشعب العراقي”، مؤكداً في الوقت نفسه أن هذه الحوادث تزيده إصرارًا على المضي في طريقه “دفاعًا عن هوية العراق واستقلال قراره”.
من هو الشيخ خميس الخنجر
ولد خميس الخنجر في 8 سبتمبر 1965 في الفلوجة بمحافظة الأنبار، وينتمي إلى قبيلة البوعيسى، إحدى أبرز القبائل السنية في العراق. تلقى تعليمه الجامعي في جامعة صلاح الدين، قبل أن يشق طريقه في عالم الاستثمار والأعمال، ليصبح واحدًا من أبرز رجال الأعمال العراقيين في الخارج، بثروة تُقدّر بمئات الملايين من الدولارات موزعة بين الشرق الأوسط وأوروبا وجنوب أفريقيا.
عرف الخنجر بدوره السياسي المؤثر بعد عام 2003، إذ اختلفت حوله الروايات: فبينما يرى مؤيدوه أنه دعم “المقاومة العراقية” ضد الاحتلال الأمريكي، يتهمه خصومه بتمويل بعض الفصائل المتشددة، وهو ما ينفيه بشدة. كما تشير تقارير إلى أنه دعم قوات “الصحوة” في حربها ضد تنظيم القاعدة عام 2006.
تولى الخنجر قيادة تحالف عزم في الانتخابات التشريعية العراقية عام 2021، ثم أسس لاحقاً تحالف السيادة الذي جمع بين “عزم” و”تقدم” بزعامة محمد الحلبوسي، ليصبح واحداً من أبرز الوجوه السنية في المشهد السياسي العراقي.
وفي خضم مسيرته، واجه الخنجر عدة أزمات، منها عقوبات أمريكية فُرضت عليه إلى جانب شخصيات عراقية نافذة بتهم تتعلق بـ”الفساد واستغلال النفوذ في العقود الحكومية”، إضافة إلى أمر قبض صدر عن محكمة عراقية عام 2015 بتهمة “تمويل الإرهاب”، وهي تهم ينفيها باستمرار ويصفها بأنها “مسيسة ومفبركة”.
يحمل خميس الخنجر كنية “أبو سرمد”، ويُعرف بخطابه الداعي إلى “الوحدة الوطنية ونبذ الإقصاء الطائفي”، كما يُعد من أكثر الشخصيات السنية قربًا من تركيا ودول الخليج. ورغم الجدل الدائر حوله، يظل الخنجر أحد الأسماء الأكثر تأثيرًا في المشهد العراقي الراهن، لا سيما في ظل حديثه الدائم عن “مشروع وطني جامع” يعيد للعراق توازنه السياسي والاقتصادي.
بعد نجاته من الشائعة الأخيرة، عاد اسم خميس الخنجر إلى واجهة الأحداث، هذه المرة ليس كضحية مزعومة، بل كرمزٍ لشخصية جدلية تجمع بين النفوذ السياسي والثراء الاقتصادي، وتستمر في إثارة الجدل بين من يراها “صوتًا سنيًا قويًا في عراقٍ منقسم”، ومن يتهمها بأنها “واجهة لمصالح إقليمية خفية”.
التدوينة من هو الشيخ خميس الخنجر بعد نجاته من محاولة اغتيال فاشلة؟ ظهرت أولاً على المقال نيوز.

