يُعد الفنان العراقي رعد الناصري واحداً من أبرز الأصوات التي برزت في اللون الشعبي الريفي الجنوبي، حيث ترك بصمة واضحة في الأغنية العراقية بفضل صوته العذب وأدائه الصادق. وُلد في مدينة الشطرة بمحافظة ذي قار عام 1964، ونشأ وسط بيئة بسيطة شكلت وجدانه الفني والإنساني، لتنعكس هذه الخلفية لاحقاً في أعماله التي حملت طابع الحنين والوجع العراقي الأصيل.
خلال سنوات نشاطه، استطاع أن يكوّن قاعدة جماهيرية محلية واسعة، خصوصاً في جنوب العراق، كما وصلت أغانيه إلى جمهور عربي مهتم بالموسيقى التراثية، نظرًا لما تحتويه من مشاعر صادقة وكلمات تمس القلب مباشرة.
من هو رعد الناصری الفنان العراقي؟
اسمه الكامل هو رعد رحيم راضي الطائي، ويُعرف فنياً باسم رعد الناصري نسبة إلى مدينة الناصرية التي عاش فيها معظم حياته. بدأ مشواره الفني في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، عندما شارك في حفلات محلية ومناسبات اجتماعية داخل محافظته، قبل أن يبدأ بتسجيل أعماله بشكل احترافي. تميزت بداياته بالاعتماد على الموال والأغاني الريفية التي تمجد العاطفة والوفاء، لتصبح فيما بعد جزءاً من هويته الفنية.
نشأ الناصري في أسرة متواضعة وكان والده يعمل سائقاً، ما جعله قريباً من حياة البسطاء ومشاعرهم اليومية. هذه التجارب انعكست بوضوح في أعماله التي تناولت قضايا الحب والحنين والفقد بأسلوب بسيط وصادق. كما خدم في الجيش العراقي لفترة طويلة قبل أن يتفرغ للغناء بشكل كامل.
المسيرة الفنية والتأثير
تميّز رعد الناصري بأسلوبه الذي يجمع بين قوة الأداء وبساطة التعبير، فصوته يحمل نبرة حزينة قادرة على لمس مشاعر الجمهور دون تكلف. قدم العديد من المواويل والأغاني التي تعبر عن وجع الجنوب وكرم أهله، وظل محافظاً على هوية الأغنية الريفية رغم تغير الأذواق الفنية في العراق والمنطقة.
واجه الفنان تحديات كبيرة على مدار مشواره، من ضعف الدعم الإنتاجي إلى انتشار الأخبار المغلوطة عنه، إلا أنه بقي رمزاً لفنان مخلص لفنه وجمهوره. ويُعتبر اليوم من آخر الأصوات التي لا تزال تمثل المدرسة الأصلية للأغنية الشعبية العراقية، حيث ما زال جمهوره يتداول أعماله القديمة والجديدة بوصفها جزءاً من ذاكرة الغناء الجنوبي.
ظهرت المقالة من هو رعد الناصری الفنان العراقي؟ ما لا تعرفه عنه أولاً على أحداث العرب.
