في تطور جديد يهدد فرص التهدئة في قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، أن حركة حماس رفضت المقترح الأخير لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، رغم موافقة إسرائيل عليه بعد إدخال تعديلات اقترحها الوسطاء. وأوضح نتنياهو أن موقف حماس لا يزال متصلبًا، حيث تصر على إعادة بناء قوتها العسكرية داخل القطاع، وهو ما اعتبره أمرًا “غير مقبول على الإطلاق”.
وقال نتنياهو في تصريحات للصحافيين: “حماس ترفض الصفقة وتتمسك بالبقاء في غزة وإعادة تسليح نفسها. نحن ملتزمون بتحرير الرهائن ولكننا لن نتخلى عن هدفنا الأساسي وهو القضاء على حماس ووقف تهديداتها”.
من جهة أخرى، أكد مدير مركز الاتصال الحكومي الفلسطيني، الدكتور محمد أبو الرب، في تصريح لقناة “العربية/الحدث”، أن ما تطرحه إسرائيل من حلول لا يهدف سوى إلى إطالة أمد الحرب، معتبرًا أن التنازلات المطلوبة من الجانب الفلسطيني تتجاوز منطق التسوية.
وفي السياق ذاته، نقلت القناة عن مصادر مطلعة أن حركة حماس حسمت موقفها الرافض لوجود أي تواجد إسرائيلي على محور موراغ، معتبرة أن هذا المحور يمنع عودة ما يقارب 400 ألف فلسطيني إلى مدينة رفح، ويُعدّ عائقًا حقيقيًا أمام أي اتفاق نهائي محتمل.
كشفت مصادر فلسطينية أن حماس أبدت استعدادها لمناقشة المقترح القطري المقدم في يناير الماضي والمتعلق بالخرائط الأمنية. وينص المقترح على انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى مسافة 700 متر عن حدود القطاع، مع إمكانية زيادة المسافة إلى 400 متر إضافية في نقاط معينة، وفق تفاهمات بين الأطراف.
لكن ورغم وجود مرونة في بعض بنود الخرائط، إلا أن حماس ترفض بشكل قاطع الإبقاء على محور موراغ باعتباره يمس بالحقوق المدنية والإنسانية للنازحين في رفح، ما يعقّد فرص الوصول إلى تسوية شاملة.
بحسب المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، فإن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، والتي تُعقد حاليًا في قطر، نجحت في حل ثلاث من أصل أربع قضايا رئيسية، مع بقاء موضوع الانسحاب العسكري الإسرائيلي من غزة كعقبة أخيرة.
وأشار ويتكوف إلى أن المقترح المطروح حاليًا يتضمن وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، تقوم خلالها حماس بالإفراج عن عشرة محتجزين أحياء، تم أسرهم خلال عملية السابع من أكتوبر 2023. ويشمل الاتفاق أيضًا آلية لتوزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة أو منظمات دولية مستقلة، في المناطق التي يتم فيها الانسحاب الإسرائيلي، ما يعني أن “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من واشنطن وتل أبيب لن توسّع نشاطها كما كان مخططًا.
ظهرت المقالة نتنياهو يعلن فشل التوصل لاتفاق مع حماس: رفض للصفقة وتعقيدات أمنية تهدد المفاوضات أولاً على أحداث العرب.