نظام الملالي ويكيبيديا: ما هو نظام الملالي في إيران – Bundlezy

نظام الملالي ويكيبيديا: ما هو نظام الملالي في إيران

لم تعد التطورات العسكرية في إيران مجرد مشاهد عابرة في نشرة الأخبار، بل تحوّلت إلى عناوين لمرحلة إقليمية مفصلية. ما يجري من استهدافات نوعية إسرائيلية باتجاه طهران والمنشآت الحيوية هناك، لا يُقرأ فقط في سياق الردع المتبادل أو الملفات النووية، بل يُسلّط الضوء على البنية المركزية التي يقوم عليها نظام الملالي، بكل ما يحمل من عقيدة سياسية ودينية. إنها لحظة اختبار حقيقية لقدرة هذا النظام على البقاء، في وقت تتهاوى فيه أذرعه الإقليمية واحدة تلو الأخرى.

منذ عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023 وما تبعها من تصعيد إقليمي واسع، تسارعت وتيرة الضربات الموجهة إلى الداخل الإيراني. إسرائيل، التي تعرضت لضغط دولي كبير بسبب حربها على غزة، اختارت توسيع دائرة الصراع نحو قلب مشروع “ولاية الفقيه”، مستفيدة من دعم استخباراتي غير معلن من واشنطن وتواطؤ صامت من عواصم غربية وشرق أوسطية.

في هذا السياق، لا تبدو الرموز الإيرانية الكبرى بمنأى عن الخطر. وعلى الرغم من نفي إسرائيل وجود نية مباشرة لاستهداف المرشد الأعلى علي خامنئي، إلا أن تسلسل العمليات ونوع الأهداف يوحي بعكس ذلك. فالنظام لم يعد يُستهدف كهيكل عسكري فحسب، بل كمؤسسة أيديولوجية شُيّدت على قاعدة دينية صارمة تقودها طبقة رجال الدين – الملالي.

نظام الملالي ويكيبيديا: ما هو نظام الملالي في إيران

في هذا الصدد، يُطلق مصطلح “نظام الملالي” على النظام السياسي الإيراني الذي تأسس عقب الثورة الإسلامية عام 1979 بقيادة آية الله الخميني، والذي أطاح بحكم الشاه محمد رضا بهلوي. يرتكز هذا النظام على ولاية الفقيه، وهو مبدأ يمنح رجل الدين الأعلى سلطة مطلقة في الدولة، دينيًا وسياسيًا وعسكريًا. هذا النظام يُدار فعليًا من قبل رجال الدين الشيعة المعروفين بـ”الملالي”، الذين يتولون مناصب مفصلية في القضاء، والحرس الثوري، والجيش، ومجلس صيانة الدستور.

ويُعد المصطلح نفسه “نظام الملالي” توصيفًا ناقدًا يُستخدم بكثرة في الأدبيات السياسية الغربية والمعارضة الإيرانية، للدلالة على تحكّم رجال الدين المطلق في مفاصل الدولة والمجتمع، وهو ما خلق نظامًا ثيوقراطيًا مُحكمًا، قائمًا على القمع الداخلي والتوسع الإقليمي.

وبينما يواصل النظام تلقي الضربات، يعيش الداخل الإيراني حالة من الانكشاف الأمني والاقتصادي والسياسي، ترافقها اغتيالات نوعية، وتفكك في أذرع النفوذ، خصوصًا بعد التحولات المفاجئة في لبنان، ومقتل حسن نصر الله، والانهيار الفعلي لنظام بشار الأسد، وما تبعه من تموضع سياسي جديد في دمشق.

اليوم، يبدو أن سقوط نظام الملالي لم يعد مجرد احتمال نظري، بل سيناريو تكتمل ملامحه بهدوء وذكاء استراتيجي. غير أن هذا السقوط، في حال حدوثه، لا ينبغي أن يُستقبل بالاحتفال العاطفي، بل بالسؤال الأعمق: من يملأ الفراغ؟ وهل سيكون الشعب الإيراني هو من يرسم ملامح الغد؟ أم أن التدخلات الخارجية ستعيد تدوير مأساة جديدة كما حدث في بغداد وطرابلس؟

في النهاية، قد يسقط النظام، وقد تختفي العمائم من سدة الحكم، لكن الطريق إلى السلام والاستقرار لا يُعبد بالدم وحده، بل بالعقل والعدالة والتخطيط للمستقبل.

ظهرت المقالة نظام الملالي ويكيبيديا: ما هو نظام الملالي في إيران أولاً على أحداث العرب.

About admin