في تحرك استراتيجي يعكس تغيرًا في أولويات الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، منحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألمانيا الأولوية على سويسرا للحصول على أنظمة الدفاع الجوي الأميركية المتقدمة من طراز “باتريوت”، ما يمهّد الطريق أمام برلين لإرسال نظامين تمتلكهما بالفعل إلى كييف، وفقًا لما أفادت به ثلاثة مصادر أميركية لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
أول تدخل مباشر للبنتاغون لتسريع نقل السلاح
يمثل هذا القرار أول حالة تتدخل فيها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لتسهيل تسليم أنظمة عسكرية حيوية منذ أن أعاد ترامب تأكيد دعمه لتزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة مطلع يوليو الجاري. وتعتزم واشنطن تعويض برلين مباشرة من خط الإنتاج الأميركي، ما يختصر الزمن اللازم عادة لتسليم هذه الأنظمة الحساسة التي يستغرق تصنيعها سنوات.
وتسعى إدارة ترامب من خلال هذه الخطوة إلى إعادة تنظيم جدول تسليم شحنات “باتريوت” المستقبلية، عبر منح الأولوية للدول التي توافق على إرسال أنظمتها الخاصة إلى أوكرانيا، في إطار خطة لتوسيع الإمداد العسكري لكييف بالتعاون مع حلفاء الناتو.
تنسيق دفاعي أوسع مع حلف الناتو
بحسب الصحيفة، من المرتقب عقد اجتماعين رفيعي المستوى هذا الأسبوع؛ الأول يوم الإثنين يضم وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث وقادة وزارات الدفاع في حلف شمال الأطلسي، والثاني يوم الأربعاء برئاسة الجنرال أليكسوس غرينكويش، قائد القوات الأميركية في أوروبا، ويضم الدول المالكة لأنظمة “باتريوت”، لمناقشة آليات الدعم الإضافي لأوكرانيا.
وفي السياق ذاته، قالت ألينا بولياكوفا، رئيسة مركز تحليل السياسات الأوروبية، إن “أوكرانيا تحتاج إلى هذه القدرات الآن، وليس بعد سنوات”، مشيرة إلى أن تعقيدات التصنيع تجعل الإمداد الفوري من مخزون الحلفاء الخيار الأكثر واقعية.
سويسرا خارج الأولوية مؤقتًا
من جهتها، أعلنت الحكومة السويسرية أن الولايات المتحدة قررت “إعادة ترتيب أولويات تسليم أنظمة الدفاع الجوي الأرضية باتريوت”، بما يتماشى مع جهود واشنطن المتزايدة لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية في مواجهة التصعيد الروسي الأخير.
وتحوز أوكرانيا حاليًا على عدد محدود من أنظمة “باتريوت”، قدمتها الولايات المتحدة وشركاء أوروبيون، وتسعى لتعزيز هذا الرصيد كجزء من استراتيجية دفاعية تستهدف حماية البنية التحتية الحيوية من الهجمات الصاروخية الروسية.
صفقات تسليح موسّعة تحت إشراف البنتاغون
وأكد مسؤول أميركي رفيع أن إدارة ترامب بدأت مفاوضات مع دول الناتو لإبرام صفقات تسليحية فردية لا تقتصر على “باتريوت”، بل تشمل أيضًا أسلحة هجومية ودفاعية، ستقوم الدول الحليفة بتوفيرها لكييف مؤقتًا على أن تتم إعادة شرائها لاحقًا من الولايات المتحدة.
وقد التزمت عدة دول أوروبية، منها ألمانيا، والنرويج، والدنمارك، وهولندا، والسويد، وبريطانيا، وكندا، وفنلندا بدعم هذه المبادرة، بينما يُتوقع انضمام دول أخرى فور الاتفاق على تفاصيل الخطة النهائية.
قراءة استراتيجية
تؤشر هذه الخطوة إلى تحوّل واضح في طريقة إدارة إدارة ترامب الثانية لتدفق الأسلحة إلى أوكرانيا، وذلك من خلال ضغط مباشر على الحلفاء للمشاركة الفاعلة في سد فجوات التسليح الفوري، مقابل تعويضات سريعة ومباشرة. كما تعكس قناعة متزايدة لدى الغرب بأن أوكرانيا بحاجة إلى منظومات دفاع متطورة بشكل عاجل، خصوصًا مع تصاعد الهجمات الروسية واستهداف البنية التحتية الحيوية في البلاد.
ظهرت المقالة واشنطن تسرّع تسليم أنظمة “باتريوت” لألمانيا لتسليح أوكرانيا وتعيد ترتيب أولوياتها الدفاعية أولاً على أحداث العرب.
