شهدت الساحة الفلسطينية في الأيام الأخيرة موجة واسعة من الجدل، بعد ظهور شخصية تُدعى وديع الجعبري بمبادرة مثيرة أطلق عليها اسم “إمارة الخليل”، والتي أثارت ردود فعل غاضبة محلياً وعربياً، وسط تساؤلات متزايدة حول هويته الحقيقية وخلفياته السياسية.
تمثيل عشائري يثير الغضب
قدم وديع الجعبري نفسه باعتباره “شيخاً عشائرياً” عن مدينة الخليل، زاعماً تمثيل وجهاء وشيوخ المدينة، وداعياً إلى إقامة كيان مستقل تحت مسمى “إمارة الخليل”، بمعزل عن السلطة الفلسطينية.
غير أن هذا الإعلان لم يمر مرور الكرام، إذ سارعت عشيرة الجعبري — إحدى أكبر العائلات ي جنوب الضفة الغربية — إلى إصدار بيان تنفي فيه أي صلة نسب أو تمثيل تربطها بالمدعو وديع، مؤكدة أن لا مكانة له في تركيبتها الاجتماعية أو الجغرافية.
من هو وديع الجعبري ويكيبيديا
يحمل وديع الجعبري كنية “أبو سند”، ويقيم في مدينة القدس، حسب ما أفادت به مصادر متعددة، كما يُقال إنه يحمل الجنسية الإسـرائيلية، الأمر الذي شكك في دوافعه وخلفياته.
وتروج بعض وسائل الإعلام الإسـرائيلية أنه شخصية مؤثرة، رغم عدم وجود أدلة على تمثيله لأي جهة اجتماعية معتبرة في الخليل.
تفاصيل ما يُعرف بـ”إمارة الخليل”
تضمنت مبادرة الجعبري دعوات صريحة إلى فك ارتباط مدينة الخليل بالسلطة الفلسطينية، والدخول في مسار “تطبيع شامل” مع إسـرائيل، يشمل الانضمام لاتفاقيات أبراهام، وتسهيل دخول آلاف العمال الفلسطينيين إلى سوق العمل الإسـرائيلي.
كما اقترح إقامة منطقة صناعية مشتركة بإشراف دولته المفترضة، ووجّه رسائل مباشرة إلى مسؤولين إسـرائيليين، أبرزهم وزير الاقتصاد نير بركات، متعهداً بـ”صفر تسامح مع الإرهـاب”.
وقد أبدى وزير الاقتصاد الإسـرائيلي اهتماماً مبدئياً بمقترحات الجعبري، حيث التقى به في أكثر من مناسبة، وفق ما نقلته تقارير عبرية.
وتم رفع المبادرة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للنظر فيها ضمن رؤية أوسع لإضعاف السلطة الفلسطينية وفصل مكونات الضفة عن بعضها، إلا أن جهاز “الشـاباك” أعرب عن تحفظه، مشيراً إلى مخاطر أمنية محتملة في حال تم التعامل مع هذا المشروع بجدية.
احد شيوخ الخليل و هو وديع الجعبري يرسل رسالة لنتنياهو يدعو فبها لفصل الخليل عن السلطة الفلسطينية مقابل اعتراف الخليل بيهودية دولة إسرائيل.
الامارات الضفاوية غير المتحدة pic.twitter.com/Oppn94LNFM
— Hanzala (@Hanzpal2) July 6, 2025
رفض فلسطيني شامل
قوبلت هذه المبادرة برفض فلسطيني قاطع، سواء على مستوى الشارع أو العائلات، إذ اعتبرت شخصيات اعتبارية ومحللون سياسيون أن مبادرة الجعبري ما هي إلا نسخة جديدة من مشاريع “روابط القرى” التي سعت إسـرائيل إلى استخدامها لتفكيك الهوية الوطنية الفلسطينية في ثمانينيات القرن الماضي.
وشددوا على أن هذه الطروحات لا تحظى بأي دعم شعبي، بل تُعد اختراقاً صريحاً لوحدة الصف الفلسطيني في لحظة حرجة تعيشها الضفة الغربية.
ويرى مراقبون أن هذه المبادرة، رغم محدودية تأثيرها الفعلي، تكشف عن مخططات أخطر تهدف إلى تقسيم الجغرافيا الفلسطينية إلى كيانات هامشية قابلة للسيطرة، وهو ما يستدعي يقظة فلسطينية أكبر لمواجهة محاولات ضرب وحدة المجتمع والنسيج الوطني، تحت ذرائع عشائرية أو اقتصادية.
طالع أيضاً: من هو وديع الجعبري ويكيبيديا وما علاقته بالشاباك
ظهرت المقالة وديع الجعبري ويكيبيديا | من هو صاحب دعوة “إمارة الخليل”؟ أولاً على أحداث العرب.
