اللواء محمد عبدالكريم الغماري ويكيبيديا – Bundlezy

اللواء محمد عبدالكريم الغماري ويكيبيديا

من هو اللواء محمد عبدالكريم الغماري ويكيبيديا، ففي مشهد يختزل تعقيدات الصراع الإقليمي في اليمن والمنطقة، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) مقتل رئيس هيئة الأركان العامة في قواتها، اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، أحد أبرز القادة العسكريين في الجماعة، والشخصية التي وُصفت مرارًا بأنها “العقل العسكري الثاني بعد عبد الملك الحوثي”. وأكدت الجماعة أن الغماري لقي مصرعه “أثناء تأدية واجبه”، في غارات أميركية إسرائيلية مشتركة استهدفت مواقع للحوثيين في العاصمة صنعاء خلال ما وصفته بـ”معارك إسناد غزة”، ليرحل أحد أكثر الرجال تأثيرًا وغموضًا في هيكل الجماعة.

مقتل اللواء محمد الغماري

ووفق ما نقلته وكالة سبأ اليمنية بنسختها التابعة للحوثيين، فقد قضى الغماري وابنه وعدد من مرافقيه في الهجوم، فيما شددت الجماعة على أن “الصراع مع إسرائيل لم ينته بعد”، متوعدة بـ”عقاب رادع” على ما وصفته بـ”الجرائم الصهيونية بحق الشعب اليمني والفلسطيني”. وأعقبت الإعلان بتعيين اللواء الركن يوسف حسن إسماعيل المداني رئيسًا جديدًا لهيئة الأركان العامة في وزارة الدفاع التابعة لها، خلفًا للغماري، في خطوة تشير إلى محاولة الحفاظ على تماسك المؤسسة العسكرية للجماعة بعد فقدان أحد أعمدتها.

الغماري، الذي تحيط به هالة من السرية، كان يمثل أحد أكثر القادة الحوثيين قربًا من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وكان يتولى منذ عام 2016 الإشراف المباشر على التخطيط والتنسيق للعمليات العسكرية داخل اليمن وخارجه، بما في ذلك الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة على السعودية والإمارات، إلى جانب العمليات البحرية في البحر الأحمر والهجمات على السفن المتجهة إلى إسرائيل منذ أواخر عام 2023.

محمد عبدالكريم الغماري

من هو اللواء محمد عبدالكريم الغماري ويكيبيديا

وُلد محمد عبد الكريم الغماري عام 1985 في عزلة ضاعن بمديرية وشحة بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، في بيئة ريفية متواضعة، لكنه انخرط مبكرًا في التعليم العقائدي داخل معهد “حسين بدر الدين الحوثي” عام 2003، وهو المركز الذي تخرّج منه العديد من القادة الميدانيين البارزين في الجماعة. وبحلول عام 2012، كان الغماري قد سافر إلى لبنان حيث تلقى تدريبات عسكرية وأيديولوجية بإشراف حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، ثم انتقل إلى إيران لاستكمال دورات متقدمة مع الحرس الثوري الإيراني، شملت بناء منظومات الصواريخ الباليستية والتكتيكات القتالية الحديثة.

تدرج الغماري داخل البنية العسكرية لأنصار الله من مشرف ميداني في محافظة حجة إلى قائد ميداني في معارك الحديدة، ثم تولى مهام أمنية في صنعاء عقب سيطرة الجماعة على العاصمة عام 2014. وفي ديسمبر 2016، جرى تعيينه رسميًا رئيسًا لهيئة الأركان العامة في حكومة “الإنقاذ الوطني” التي لا تحظى باعتراف دولي، ليصبح منذ ذلك الحين المسؤول الأول عن إدارة المعارك وتخطيط الهجمات الكبرى، داخل اليمن وخارجه.

وبرز اسم الغماري بشكل خاص منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، حين تبنت جماعته سياسة “الرد العسكري نصرة لفلسطين”، عبر إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، في ما عُدّ أول تدخل مباشر للجماعة في صراع إقليمي بهذا الحجم. ووفق تحليل لبيانات أجرته وكالة سند للتحقق الإخباري التابعة لشبكة الجزيرة، نفذت جماعة أنصار الله 137 هجومًا على مدن إسرائيلية خلال الفترة بين 31 أكتوبر 2023 و5 أكتوبر 2025، بمعدل يقارب هجومًا واحدًا كل خمسة أيام على مدار نحو 700 يوم.

الولايات المتحدة كانت قد فرضت في مايو 2021 عقوبات مباشرة على الغماري، متهمة إياه بـ”تهديد الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة”، كما أدرجته الأمم المتحدة في نوفمبر من العام نفسه على لائحة العقوبات بموجب قراري مجلس الأمن 2140 و2216 لدوره المحوري في تأجيج النزاع المسلح. وكان يُعتقد أن الغماري من بين القادة الحوثيين الذين نسقوا بشكل وثيق مع الخبراء العسكريين الإيرانيين في مجالات تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة، ما جعله هدفًا رئيسيًا في أي عمليات استهداف خارجية.

وفي يونيو 2025، كانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن محاولة اغتيال إسرائيلية فاشلة استهدفته بغارة في صنعاء، ما أثار في حينه جدلًا واسعًا حول مصيره، خصوصًا بعدما التزمت الجماعة الصمت لأيام وفرضت طوقًا أمنيًا مشددًا في محيط المنطقة المستهدفة. واليوم، يأتي الإعلان عن مقتله ليحسم ذلك الجدل، لكنه يفتح في المقابل أسئلة جديدة حول مدى تأثر البنية العسكرية للجماعة برحيل أحد مهندسيها الكبار.

برحيل محمد عبد الكريم الغماري، تفقد جماعة أنصار الله أحد أبرز رموزها العسكرية وأكثرهم انضباطًا وولاءً للقيادة. ورغم تعيين خلفه سريعًا، إلا أن المراقبين يرون أن فراغه لن يُملأ بسهولة، لما كان يتمتع به من خبرة ميدانية وشبكة علاقات داخلية معقدة جعلته بمثابة “رجل الظل” في القرارات العسكرية الكبرى. وبينما يودّع الحوثيون قائدهم الذي شكّل عقلهم العسكري خلال سنوات الحرب، يبقى المشهد اليمني مفتوحًا على احتمالات أكثر تعقيدًا، في صراع يبدو أنه لم يقل كلمته الأخيرة بعد.

التدوينة اللواء محمد عبدالكريم الغماري ويكيبيديا ظهرت أولاً على المقال نيوز.

About admin