حقيقة وفاة ابراهيم الجعفري رئيس وزراء العراق السابق في لندن – Bundlezy

حقيقة وفاة ابراهيم الجعفري رئيس وزراء العراق السابق في لندن

انتشرت أنباء على مواقع التواصل، تفيد بـ وفاة ابراهيم الجعفري، رئيس وزراء العراق الأسبق، في لندن، عن عمر يناهز الـ 78 عاماً.

وفي التفاصيل، تناقلت بعض الصفحات الإخبارية العراقية، نبأ موت رئيس الوزراء العراقي السابق “إبراهيم الجعفري”، متأثر بوعكة صحية بأحد مستشفيات لندن.

ابراهيم الجعفري

إبراهيم عبد الكريم حمزة الأشيقر الجعفري… الطبيب الذي عالج جراح السياسة قبل أن يتصدر مشهدها، واحد من أبرز الوجوه العراقية التي جمعت بين الفكر والدين والسياسة في حقبة ما بعد سقوط نظام صدام حسين، وصوتٌ ظلّ يحمل همّ العراق على مدى عقود طويلة من المنفى إلى رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية.

وُلد إبراهيم الأشيقر المعروف بلقب الجعفري في مدينة كربلاء المقدسة عام 1947م (1368هـ)، ليلة المولد النبوي الشريف، في بيتٍ متدين عُرف بالعلم والورع. فقد والده وهو في الرابعة من عمره، فنشأ في كنف والدته السيدة رحمة بنت السيد هاشم الأشيقر التي زرعت فيه الصبر والإصرار على طلب العلم. بدأ دراسته في مدرسة السبط الابتدائية عام 1952م، وفي موازاة ذلك عمل مع شقيقه الأكبر في سوق كربلاء، حيث اكتشف في التعامل مع الناس بذور حسه الاجتماعي والسياسي، وتكوّنت لديه أولى ملامح شخصيته القيادية.

عاش الجعفري التحولات السياسية الكبرى التي شهدها العراق منذ انقلاب تموز 1958، فكانت تلك الأحداث المبكرة الشرارة التي دفعته إلى الاهتمام بالسياسة والفكر الإسلامي. في مطلع الستينيات انكب على قراءة كتب التفسير والقرآن والفقه، وتأثر بشدة بفكر الإمام الشهيد محمد باقر الصدر، فكان من أبرز تلامذته المتأثرين بمنهجه الإصلاحي. وفي عام 1966م انضم إلى حزب الدعوة الإسلامية، وهو العام نفسه الذي تفوّق فيه دراسياً ليدخل كلية الطب في جامعة الموصل، حيث تميّز بين أقرانه بعلاقاته الواسعة مع مختلف المكونات المذهبية والقومية، في وقتٍ كانت البلاد تعيش احتقاناً سياسياً واضحاً.

ابراهيم الجعفري

تزوج عام 1974م، وأنجب ولدين وثلاث بنات. وفي عام 1980م اضطر لمغادرة العراق مع عائلته متجهاً إلى سوريا ثم إلى إيران، قبل أن يستقر في لندن عام 1990م، ليقضي هناك أكثر من عقد من الزمن في صفوف المعارضة العراقية. وخلال سنوات المنفى تولّى الجعفري أدواراً قيادية مهمة: فكان عضوًا في قيادة حزب الدعوة الإسلامية، وشارك في تأسيس المجلس الأعلى الإسلامي، كما انتُخب ناطقاً رسمياً باسم حزب الدعوة، وأسهم في تشكيل لجنة العمل المشترك للمعارضة العراقية عام 1991، والمؤتمر الوطني العراقي الموحد عام 1992.

وفي عام 2002م كان أحد أبرز الداعين إلى ائتلاف القوى الوطنية العراقية، وهو تجمع ضم 17 حزباً و33 شخصية سياسية، هدف إلى إسقاط النظام السابق وبناء عراق ديمقراطي يضم جميع مكوناته.

بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003م، عاد الجعفري إلى العراق ليتولى أول منصب رفيع في العهد الجديد، إذ انتُخب أول رئيس لمجلس الحكم الانتقالي في أغسطس من ذلك العام. خلال ولايته، أشرف على تشكيل لجنة إعداد مسودة الدستور العراقي، وسعى لإعادة بناء علاقات العراق العربية والدولية، فزار سبع دول عربية في أسبوع واحد، وافتتح صفحة جديدة مع جامعة الدول العربية.

وفي عام 2004م عُيّن نائباً لرئيس الجمهورية، ثم أصبح أول رئيس وزراء منتخب للعراق بعد انتخابات يناير 2005م، التي شارك فيها العراقيون بكثافة غير مسبوقة. خلال فترة رئاسته القصيرة نسبياً (2005-2006)، ركّز على وضع اللبنات الأولى لدولة القانون، وبدأ بإطلاق مشاريع تنموية لإعادة بناء البنى التحتية، وإصلاح التعليم والصحة، وبناء مؤسسات الأمن والشرطة، وإعداد الدستور الدائم الذي صوّت عليه الشعب لاحقاً.

في عام 2008م أعلن تأسيس تيار الإصلاح الوطني، الذي خاض به أولى التجارب الانتخابية في مجالس المحافظات عام 2009، كما تولّى لاحقاً رئاسة التحالف الوطني العراقي، أحد أكبر الكتل السياسية في البلاد. وفي عام 2014م عُيّن وزيرًا للخارجية العراقية، حيث عمل على تعزيز العلاقات الدبلوماسية للعراق بعد سنوات الحرب، حتى عام 2018م.

يحمل الجعفري خلفية فكرية غنية، وله عدة مؤلفات ودراسات منها: تجربة حكم، حزام النار، المخاض العراقي، خطاب الدولة، ورسائل الأيام. كما تناولته كتب ودراسات سياسية عديدة تناولت تجربته في الحكم وفكره الإصلاحي الإسلامي.

ومع انتشار خبر وفاته، في الثالث والعشرين من أكتوبر 2025، يترقب الكثيرين الإعلان الرسمي عن مكتب السيد إبراهيم الجعفري خلال لحظات إما بالنفي أو التأكيد.

التدوينة حقيقة وفاة ابراهيم الجعفري رئيس وزراء العراق السابق في لندن ظهرت أولاً على المقال نيوز.

About admin