احمد الجنايني ويكيبيديا: في مشهد الإنتاج الفني المصري، يبرز اسم طارق الجنايني كأحد أبرز الأسماء التي ساهمت في إعادة تشكيل مفهوم البرامج والمسلسلات الحديثة في مصر والعالم العربي. لم يكن ظهوره وليد الصدفة، بل نتاج مسيرة مهنية طويلة جمعت بين الدراسة والخبرة والإصرار على التجديد في عالم مزدحم بالأسماء التقليدية.
احمد الجنايني ويكيبيديا
ولد طارق الجنايني في محافظة الجيزة في الثاني عشر من يناير عام 1976، ونشأ في بيئة ثقافية أتاحت له الانفتاح على مجالات متعددة. تلقى تعليمه في الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى مصر ليكمل دراسته في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهي المحطة التي صقلت رؤيته الفنية وأسست لمرحلة جديدة في مسيرته.
كانت بدايات الجنايني المهنية مع رائد الدعاية والإعلان طارق نور، حيث اكتسب منه خبرة واسعة في مجال الإعلام وصناعة الإعلانات، قبل أن يقرر شق طريقه الخاص، مؤمنًا بضرورة التجديد في شكل ومضمون المحتوى التلفزيوني. انطلق من تلك التجربة ليؤسس خط إنتاجي خاص به، قدّم من خلاله عددًا من البرامج المبتكرة التي جذبت انتباه الجمهور، مثل “الشقة” و”الهرم” و”التجربة” و”البطل”، وهي برامج امتازت بطابعها المختلف وطريقتها الجديدة في الطرح.
وسرعان ما توسعت بصمته لتشمل مجال الدراما التلفزيونية، فكان وراء مجموعة من الأعمال التي تركت أثرًا واضحًا في المشهد الفني، من بينها مسلسلات “حكايات بنات” بأجزائه المختلفة، و”العهد”، و”السبع وصايا”، و”الميزان”، و”نيران صديقة”، و”إمبراطورية مين”، وصولاً إلى “سوتس” النسخة العربية من المسلسل العالمي الشهير. وقد أثبتت هذه الأعمال قدرة الجنايني على المزج بين الإنتاج الرفيع والمضمون الجذاب، ما جعله في صدارة المنتجين المصريين الذين يمتلكون رؤية مختلفة لصناعة الدراما.
لم تقتصر إسهاماته على الدراما فقط، بل كان صاحب التجربة الأشهر في نقل أحد أكثر البرامج العالمية نجاحًا إلى نسخته العربية، عبر برنامج “ساترداي نايت لايف بالعربي”، الذي عُرض عام 2016 وحقق صدى واسعًا بين الجمهور الشبابي، مقدّمًا شكلاً جديدًا من الكوميديا الارتجالية المعتمدة على النقد الاجتماعي والسياسي، لتصبح التجربة علامة فارقة في مسيرة التلفزيون العربي الحديث.
وفي مسيرته الممتدة، أنتج الجنايني ما يزيد عن 28 عملًا متنوعًا، تنقّل خلالها بين الدراما الاجتماعية والكوميديا والبرامج الحوارية، محافظًا على تنوع إنتاجه دون أن يفقد هويته كمبتكر ومغامر في اختيار الأفكار. ومن أبرز أعماله في السنوات الأخيرة: فيلم “الحريفة” عام 2024، الذي تبعه الجزء الثاني بعنوان “الحريفة 2: الريمونتادا”، إلى جانب مسلسلات “حالة خاصة”، و”فقرة الساحر”، و”لحظة غضب”، بالإضافة إلى مسلسل “ابن النادي” المقرر عرضه عام 2025.
ورغم تفرغه التام لعالم الإنتاج، إلا أن بصمته الفنية تمتد إلى الإخراج التلفزيوني أيضًا، وهو ما جعله واحدًا من القلائل الذين يجمعون بين الحس الإبداعي والإدارة الإنتاجية المحكمة. يتحدث المقربون منه عن شخص لا يرضى بالحلول الوسط، يؤمن أن النجاح في هذا المجال لا يتحقق إلا بالابتكار والمجازفة المدروسة.
احمد الجنايني ويكيبيديا: الحياة الشخصية
على الصعيد الشخصي، ينتمي طارق إلى عائلة لها امتداد في الوسط الفني والإنتاجي، إذ تربطه صلة قرابة بالمنتج أحمد الجنايني، المولود في الثاني من نوفمبر عام 1982، والذي يُعد شقيقه ويشارك أيضًا في إنتاج عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية. أحمد بدوره كان متزوجًا ولديه ابن وابنة قبل أن تنشأ بينه وبين الفنانة منة شلبي قصة حب نالت اهتمام الجمهور.
بذلك، لا يمثل طارق الجنايني مجرد منتج تقليدي في قائمة صُنّاع الدراما المصرية، بل حالة خاصة جمعت بين فكر السوق وروح الفن. انطلق من الإعلانات إلى الإنتاج، ومن البرامج إلى المسلسلات، واضعًا بصمته على خارطة التلفزيون المصري الحديث، ومؤكدًا أن الصناعة لا تزدهر إلا حين يمتلك أصحابها الجرأة على كسر النمط وإعادة رسم حدود الإبداع.
التدوينة احمد الجنايني ويكيبيديا: من هو، عمره، زوجته وأولاده، السيرة الذاتية ظهرت أولاً على المقال نيوز.
