شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، بعدما تجاوز المعدن النفيس في الأسابيع الماضية حاجز 4000 دولار للأوقية لأول مرة في تاريخه. هذا الانخفاض جاء نتيجة موجة تصحيح طبيعية بعد الارتفاعات الحادة التي شهدها السوق العالمي خلال الشهر الجاري.
انخفض سعر الأوقية ليسجل مستويات تقارب 3900 دولار، وهو أدنى مستوى للذهب منذ أكثر من أسبوعين، متأثراً بتحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية وعودة الثقة في الأوضاع الاقتصادية العالمية، خصوصاً بعد تصريحات إيجابية من الجانبين الأمريكي والصيني بشأن التفاهم التجاري بين البلدين.
المحللون أرجعوا هذا التراجع إلى ما وصفوه بمرحلة “تصحيح فني”، بعد صعود سريع وغير مسبوق قاد الأسعار إلى مستويات مبالغ فيها مقارنة بالمعطيات الاقتصادية. وأكدت تقارير اقتصادية أن التراجع الحالي لا يُعد بداية لانهيار في السوق، وإنما إعادة توازن طبيعية بعد موجة شراء مكثفة من المستثمرين.
في المقابل، أوضحت بيانات اقتصادية أن جزءاً من التراجع جاء نتيجة لعمليات جني الأرباح، بعدما فضل عدد كبير من المستثمرين الخروج من مراكزهم عند القمة للاستفادة من المكاسب السريعة التي حققوها خلال الأسابيع الماضية. كما ساهم استقرار الدولار الأمريكي في تخفيف الضغط على الذهب.
من ناحية أخرى، خفت المخاوف المتعلقة بالتضخم العالمي نسبياً، وهو ما قلل من الحاجة إلى الذهب كملاذ آمن. وتزامن ذلك مع تزايد التفاؤل بخصوص تعافي الاقتصاد العالمي وتحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، الأمر الذي شجع المستثمرين على العودة للأسهم والأصول عالية المخاطرة.
ويرى خبراء السوق أن السعر الحالي للذهب بين مستويات 3830 و3900 دولار يمثل منطقة دعم قوية، من المرجح أن يختبرها المعدن خلال الأيام المقبلة. وفي حال صمدت هذه المستويات، فقد يعاود الذهب الارتفاع تدريجياً، خاصة إذا عادت التوترات الجيوسياسية أو تم تأكيد اتجاه البنوك المركزية نحو خفض أسعار الفائدة.
ورغم التراجع الأخير، فإن الاتجاه العام للذهب ما زال صاعداً على المدى البعيد، وفقاً لمحللين في كبرى المؤسسات المالية. ويستند هذا التوجه إلى استمرار البنوك المركزية في شراء الذهب كجزء من احتياطاتها، إلى جانب الطلب المتزايد من المستثمرين الباحثين عن التحوط ضد تقلبات الأسواق.
ومع هذا التغير في المشهد، ينصح الخبراء المستثمرين بالتعامل بحذر خلال المرحلة الحالية، وعدم الدخول في السوق دفعة واحدة، مع مراقبة التطورات الاقتصادية بدقة، خاصة ما يتعلق بقرارات الفائدة الأمريكية وأسعار الدولار، كونها تمثل العامل الأكثر تأثيراً في تحديد مسار الذهب خلال الفترة المقبلة.
ظهرت المقالة الذهب العالمي يدخل مرحلة تصحيح ويتراجع دون 3900 دولار للأوقية بعد موجة صعود قياسية أولاً على أحداث العرب.