رغم حضوره الفني الطاغي، يظلّ الفنان السوري رشيد عساف من أكثر النجوم ابتعادًا عن ضجيج الإعلام وسجالاته، وأقلهم إفصاحًا عن حياته الشخصية. من المسرح القومي إلى أضواء الفانتازيا، سطّر عساف مسيرة غنية اتّسمت بالجدّية والرصانة، ليغدو أحد أعمدة الدراما السورية، خاصة في الأعمال التاريخية والبدوية.
ولد رشيد عساف في الثالث عشر من أغسطس عام 1958، وبدأ رحلته الفنية مبكرًا عبر المسرح المدرسي، قبل أن تفتح له أبواب المسرح الجامعي والاحتراف المسرحي أبواب المجد. سجّل أولى خطواته المهمة في التلفزيون عبر مسلسل “البسطاء”، بإدارة المخرج سليم صبري، ليتوالى بعدها ظهوره في أعمال مثل “العبابيد”، و”الكواسر”، و”المسلوب”، وغيرها من الأعمال التي صاغت وجدان المشاهد العربي.
بعيدًا عن عدسة الكاميرا، حرص رشيد عساف على الحفاظ على خصوصيته، فقلما يتحدث عن عائلته، ولم يتورّط يومًا في صراعات فنية أو إعلامية. حتى في خضم الحرب السورية، اتّخذ موقف الحياد، مفضلاً – كما صرّح – أن يكون “جسرًا للتقريب بين السوريين” بدلًا من أن يصطف مع طرف ضد آخر.
ديانة رشيد عساف
وفيما يخصّ ديانته، يتساءل كثيرون عن انتمائه الديني، خاصة مع مشاركاته المتكررة في مسلسلات ذات طابع ديني وتاريخي إسلامي. وعلى عكس ما قد يُخيّل للبعض، فإن رشيد عساف يعتنق الديانة المسيحية، وهو ما أكدته مصادر مقربة منه، إلى جانب ظهوره في أكثر من مناسبة دينية مسيحية. لكنه لم يُعرّف نفسه يومًا على أساس طائفي، بل لطالما قدّم نفسه كفنان سوري أولًا، يحترم كل الأديان، ويتعامل مع الفن كقضية إنسانية وأخلاقية.
وقد لاحقت عساف عدة شائعات في السنوات الأخيرة، أبرزها أنباء متكررة عن وفاته، كان آخرها في يونيو 2025، بعد مزاعم عن إصابته بنوبة قلبية. إلا أن نقابة الفنانين السوريين سارعت لنفي الخبر، مؤكدة أن عساف بصحة جيدة، وأن ما يتم تداوله لا يتعدى كونه شائعات “تفتقر إلى الحد الأدنى من المصداقية”.
رشيد عساف، الذي لا يمتلك أي حساب رسمي على منصات التواصل الاجتماعي، يفضّل الانكفاء إلى فنه، ويؤمن بأن “الضجيج لا يصنع القيمة، بل الصدق”. وربما في هذا الإيمان تكمن سطوة حضوره الهادئ، وصموده كأيقونة فنية نادرة، تمشي على مهل، لكن بثبات، نحو التاريخ.
اقرأ أيضًا: ديانة وائل جسار الحقيقية.. مسلم أم مسيحي؟
ظهرت المقالة ديانة رشيد عساف الحقيقية مسلم أم مسيحي؟ أولاً على أحداث العرب.
