في خطوة جديدة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو، صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميًا على ملحق الاتفاق الخاص بتمويل مشروع محطة الضبعة النووية، والذي ينص على تحويل سداد الديون المصرية إلى الروبل الروسي بدلاً من الدولار.
ووفقًا لما نقلته قناة “روسيا اليوم”، فإن البروتوكول الحكومي الجديد جرى توقيعه بين الجانبين في سبتمبر الماضي، في سياق الترتيبات المالية للمشروع النووي الأكبر في تاريخ مصر، والذي تنفذه شركة “روساتوم” الروسية العملاقة المتخصصة في الطاقة الذرية.
اتفاق تاريخي بقيمة 25 مليار دولار
يرجع تاريخ الاتفاق الأساسي إلى 19 نوفمبر 2015، حين وقعت القاهرة وموسكو اتفاقًا شاملاً لإنشاء أول محطة للطاقة الكهرذرية في مصر، تقع في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح، على ساحل البحر المتوسط على بُعد 300 كم شمال غرب القاهرة.
وبموجب الاتفاق، قدّمت روسيا قرضًا حكوميًا ميسّرًا لمصر بقيمة 25 مليار دولار، لتغطية تكاليف المشروع النووي، الذي يعد من أكبر مشاريع البنية التحتية في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين.
مفاعلات من الجيل الثالث وموعد التشغيل في 2028
ستتكون المحطة النووية الجديدة من أربعة مفاعلات نووية من الجيل الثالث المتطور (3+)، وتعمل بتقنية الماء المضغوط، وتبلغ القدرة الإجمالية لها 4800 ميغاواط، بواقع 1200 ميغاواط لكل مفاعل. ومن المتوقع أن يتم تشغيل أول مفاعل بحلول عام 2028، وفق الجدول الزمني المعلن.
وتؤكد شركة “روساتوم” أن محطة الضبعة يتم تشييدها وفقًا لأعلى معايير الأمان العالمية، وهو ما تؤكده تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتابع المشروع منذ انطلاقته.
دلالة التحول إلى الروبل
ويُعد القرار الروسي الأخير بتحويل سداد الديون إلى الروبل خطوة تعزز من التحرر المتبادل من هيمنة الدولار الأميركي في المعاملات الدولية، كما يعكس رغبة موسكو والقاهرة في تعزيز التعاون الاقتصادي بعيدًا عن القيود التقليدية للنظام المالي العالمي.
التحول لا يقتصر فقط على تسهيلات مالية، بل يشير أيضًا إلى ثقة موسكو في الاستقرار المالي المصري، وحرص القاهرة على تنويع مصادر الطاقة، خصوصًا في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية في ملف الطاقة والاستدامة.
ظهرت المقالة محطة الضبعة النووية.. بوتين يوافق على تسوية الديون بالروبل أولاً على أحداث العرب.
