في خطوة تعكس إصرار مصر على تعزيز أمنها الطاقي واستثمار ثرواتها الطبيعية بكفاءة، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية، اليوم الجمعة، عن نجاح جهاز الحفر البحري “سايبم 10000” في إنهاء عمليات حفر إعادة المسار لبئر “ظهر 6” ضمن حقل الغاز العملاق بالبحر المتوسط.
وبحسب البيان الرسمي الصادر عن الوزارة، فإن هذه العملية التقنية الدقيقة أفضت إلى زيادة فورية في معدلات الإنتاج، بإضافة نحو 60 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يوميًا، مما يدعم خطة الدولة في تأمين الإمدادات المحلية وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
تعزيز الطاقة.. واستمرار الشراكة مع “إيني”
ويأتي هذا الإنجاز في إطار المحور الأول من استراتيجية وزارة البترول، التي تضع على رأس أولوياتها تسريع وتيرة الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي، وضمان استدامة إمداداته للقطاعات الاقتصادية الحيوية.
كما أوضح البيان أن “سايبم 10000″، الذي عاد إلى حقل ظهر مطلع عام 2025، سيبدأ بعد إتمام عمليات بئر “ظهر 6″، الحفر في بئر جديدة تُعرف باسم “ظهر 13″، والتي تشير الدراسات الهندسية إلى إمكانية مساهمتها بإضافة 55 مليون قدم مكعبة أخرى من الغاز يوميًا عند دخولها مرحلة الإنتاج الفعلي.
ويُعد حقل ظهر، الذي تديره شركة “إيني” الإيطالية بالتعاون مع الحكومة المصرية، واحدًا من أكبر الاكتشافات الغازية في البحر المتوسط، وقد غيّر منذ دخوله الخدمة خريطة الطاقة في مصر، بتحويلها من مستورد صافٍ للغاز إلى مركز إقليمي للطاقة.
بيئة استثمارية.. ودعم حكومي متواصل
وأكدت وزارة البترول أن ما تحقق في بئر “ظهر 6” يمثل امتدادًا لشراكة استراتيجية طويلة الأمد مع “إيني”، مشيرة إلى استخدام أحدث تقنيات الحفر في المياه العميقة لزيادة كفاءة الإنتاج.
كما شددت الوزارة على التزام الحكومة بتوفير مناخ استثماري داعم لتوسعات قطاع الطاقة، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية والمحلية في المشروعات الكبرى التي تدعم أمن الطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ويعكس نجاح العمليات في “ظهر 6” استمرار الزخم في واحد من أكثر الحقول إنتاجًا في المنطقة، في وقت تسعى فيه مصر لتثبيت مكانتها كمصدر إقليمي موثوق للطاقة، وخفض فاتورة الاستيراد، مع تصاعد التحديات العالمية في سوق الطاقة.
ظهرت المقالة حقل “ظهر” يواصل ضخ الغاز: مصر تُضيف 60 مليون قدم مكعبة يوميًا إلى الإنتاج المحلي أولاً على أحداث العرب.