في خطوة لافتة وسط التصعيد الإقليمي الأخير، أعلن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم الأحد، استعداد بلاده لتعاون كامل مع مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً أن طهران تسعى لفتح “فصل جديد” في العلاقات مع جيرانها في منطقة الخليج.
وجاءت تصريحات بزشكيان، التي نقلتها وكالة “مهر” الإيرانية، لتؤكد على أن سياسة الجوار وتطوير العلاقات مع دول المنطقة تشكّل “استراتيجية أساسية” في توجهات الحكومة الجديدة، مشيراً إلى وجود اهتمام خاص بدفع هذه السياسة إلى الأمام.
تأكيدات متكررة على “حسن الجوار”
وخلال الأسبوع الماضي، كرر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، التزام بلاده بسياسة “حسن الجوار”، مشدداً في اتصال هاتفي مع نظيره الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، على أن العلاقات بين إيران ودول الخليج “ودية”، بحسب ما نقلته وكالة “تسنيم”.
عراقجي حذّر من أن “الهجمات غير القانونية” التي تنفذها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران تمثل “تهديداً غير مسبوق” للسلام والاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن تعزيز التعاون بين دول المنطقة هو الخيار الوحيد لضمان الأمن المشترك.
هجوم على قاعدة العديد ورد إيراني
ورغم نبرة التهدئة الرسمية، جاءت الأحداث العسكرية الأخيرة لتسلط الضوء على حجم التوتر المتراكم. فقد أعلنت طهران أنها وجّهت ضربات صاروخية إلى قاعدة “العديد” الجوية في قطر – الأكبر للولايات المتحدة في الشرق الأوسط – في رد مباشر على قصف أميركي استهدف منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان يوم 23 يونيو.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن الضربة جاءت ضمن “حق الدفاع المشروع عن النفس” وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، لكنه شدد في الوقت نفسه على التزام طهران بـ”عدم التصعيد” مع جيرانها وحرصها على الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
هجوم متوقع.. ووقف مفاجئ لإطلاق النار
وبحسب تصريحات مسؤول أميركي، فإن الهجوم الإيراني لم يسفر عن أي إصابات، إذ كانت القوات الأميركية “تتوقع الضربة” واتخذت كافة الاحتياطات مسبقًا.
وفي تطور مفاجئ، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد ساعات من الهجوم، التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، واضعاً بذلك حدًا لمواجهات غير مسبوقة دامت 12 يومًا، منذ اندلاعها في 13 يونيو.
رسائل مزدوجة
وبينما تستمر طهران في إطلاق رسائل التهدئة تجاه الخليج، فإنها تواصل إرسال إشارات قوة في مواجهة واشنطن وتل أبيب، في معادلة دقيقة قد تحدد مستقبل علاقاتها الإقليمية، لا سيما مع بوادر تحرك دبلوماسي لفتح صفحة جديدة مع الجيران العرب بعد سنوات من التوتر والصراع بالوكالة.
ظهرت المقالة الرئيس الإيراني: مستعدون للتقارب مع الخليج وفتح فصل جديد مع الجيران أولاً على أحداث العرب.