سبب اعتقال الوزيرة ريما القادري في سوريا

سبب اعتقال الوزيرة ريما القادري في سوريا

سبب اعتقال الوزيرة ريما القادري

ضجّت الأوساط السورية بخبر توقيف ريما القادري، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السابقة، وذلك ضمن تحقيقات متواصلة في قضية الأطفال الذين فُقدوا خلال فترة اعتقال ذويهم، وتحديدًا خلال تولّيها الوزارة ما بين عامي 2015 و2020، في إحدى أكثر الفترات حساسية من تاريخ البلاد.

وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بالتعاون مع وزارة الداخلية، أعلنت عن توقيف القادري وعدد من الشخصيات الأخرى في سياق العمل الذي تقوم به اللجنة المشكلة بموجب القرار /1806/ لعام 2025، والمعنية بكشف مصير أطفال المعتقلين والمغيّبين قسريًا في عهد النظام السابق.

ملف معقّد واتهامات غير مسبوقة

التحقيقات تدور حول مزاعم تتعلق بإهمال، أو تواطؤ، في إدارة مؤسسات الرعاية التي كانت تحت إشراف الوزارة آنذاك، والتي يُشتبه بأنها تورطت في إخفاء معلومات، أو حتى تسهيل اختفاء الأطفال الذين نُقلوا من مراكز الاحتجاز دون وثائق رسمية، أو جرى تسليمهم لعائلات بديلة دون إجراءات قانونية واضحة.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن القادري خضعت للاستجواب حول كيفية إدارة ملفات هؤلاء الأطفال، ومدى علمها بالإجراءات التي اتُبعت في نقلهم، وسط تساؤلات عن وجود مخالفات جسيمة بحق الأطفال فاقدي الرعاية، الذين لا يزال مصير الكثير منهم مجهولًا.

تضارب الروايات والحقائق الغائبة

حتى اللحظة، لم يُوجه إلى القادري اتهام مباشر، إلا أن توقيفها يخضع لمقتضيات التحقيق المستند إلى أدلة مبدئية وشهادات تفيد بحدوث تجاوزات واسعة النطاق. وتؤكد الوزارة أن هذه الإجراءات تهدف إلى إنصاف الضحايا وكشف الحقيقة، خصوصاً بعد تقارير حقوقية أشارت إلى أن أكثر من 3700 طفل فقدوا خلال السنوات الماضية.

من هي ريما القادري؟

تنحدر القادري من دمشق، وهي من مواليد عام 1963. تحمل إجازة في اللغة الفرنسية، وسبق أن شغلت مناصب حكومية عدة، أبرزها رئاستها لهيئة التخطيط والتعاون الدولي قبل تسلّمها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. عُرفت بمواقفها “المعتدلة” خلال فترة عملها، إلا أن ما تكشف اليوم من وقائع يضع سجلّها تحت المجهر.

خلاصة: هل تكشف التحقيقات عن المستور؟

بين الشكوك والحقائق الناقصة، يبقى الرهان على اللجنة المشكلة لكشف الملابسات الكاملة لهذا الملف، ومع توقيف شخصية بحجم ريما القادري، يبدو أن صفحة طويلة من الغموض بدأت تُطوى، وسط مطالب متصاعدة بكشف مصير الأطفال، ومحاسبة كل من أهدر حقهم أو تسبّب في مأساتهم، بصمتٍ دام أكثر من عقد.

ظهرت المقالة سبب اعتقال الوزيرة ريما القادري في سوريا أولاً على أحداث العرب.