أطلق رئيس الوزراء القطري الأسبق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني تحذيرات لافتة بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية، في ظل غياب توافق خليجي موحد حيال الأزمات المتفاقمة في المنطقة، وعلى رأسها الملف السوري.
وفي تدوينة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس“، أشار بن جاسم إلى وجود مخططات تستهدف تقسيم بعض الدول، وعلى رأسها سوريا، أو فرض واقع معقد قد يمتد تأثيره لسنوات طويلة، محذرًا من أن دول مجلس التعاون الخليجي ستكون أول من يدفع الثمن إن لم يُبادر إلى صياغة رؤية جماعية واضحة.
دعوة لرؤية موحدة واحترام القانون
وأكد بن جاسم أن الحل يكمن في تعزيز العمل الخليجي المشترك، شرط أن يُبنى على أساس احترام القانون وتغليب الحكمة على منطق القوة في حل الخلافات، لافتًا إلى أن ذلك يمثل السبيل الوحيد لضمان استقلال القرار الخليجي وصونه من التدخلات الخارجية.
وأضاف أن دول الخليج تمتلك من الإمكانات والموارد ما يؤهلها للعب دور إقليمي قوي ومؤثر، إذا توفرت الإرادة السياسية وصفاء النيات. كما أعرب عن أمله في أن يكون هذا التوجه نواة لاتحاد سياسي حقيقي، قد لا يقطف ثماره الجيل الحالي، لكنه سيُشكّل إرثًا استراتيجيًا للأجيال القادمة.
كما ذكرت في تغريدة سابقة فإن من الواضح أن هناك تبعات ستنجم عن كل ما حصل في المنطقة مؤخرا. وهذه التبعات ستتم في عدة اتجاهات ومنها مخططات لتقسيم بعض الدول، مثل سوريا الشقيقة، أو فرض وضع يجعل هذه المنطقة تدفع أثمانا باهظة لسنوات طويلة قادمة.
وكما قلت سابقا فإن دول مجلس التعاون…— حمد بن جاسم بن جبر (@hamadjjalthani) July 10, 2025
وفي ختام حديثه، أشار بن جاسم إلى أن الاتحاد مصدر للقوة، لكنه لا يزال يفتقر إلى الأسس السليمة التي تمكّنه من التحقق، مؤكدًا أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع دون استثناء.
من هو حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني؟
حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، من مواليد 10 يناير 1959، شغل مناصب رفيعة في دولة قطر، أبرزها رئيس الوزراء ووزير الخارجية حتى يونيو 2013. عُرف بدوره البارز في صياغة سياسة قطر الخارجية، ويُوصف بأنه أحد مهندسي النهضة الاقتصادية في البلاد.
- بدأ مسيرته السياسية عام 1982 مديرًا لمكتب وزير الشؤون البلدية والزراعة، ثم وزيرًا للوزارة ذاتها عام 1989، ونائبًا لوزير الكهرباء والمياه عام 1990.
- عُيّن وزيرًا للخارجية عام 1992، واحتفظ بمنصبه حتى بعد تغيير الحكم في 1995، حيث لعب دورًا في الانقلاب الذي قاده حمد بن خليفة آل ثاني على والده الأمير الثامن خليفة بن حمد.
- في 2003 أصبح نائبًا أول لرئيس الوزراء، ثم رئيسًا للوزراء في أبريل 2007، مع الاستمرار في إدارة حقيبة الخارجية.
- ترأس مجالس إدارات عدد من كبرى الشركات القطرية، من بينها الخطوط الجوية القطرية، وجهاز قطر للاستثمار، والديار القطرية، ومشروع اللؤلؤة.
يجمع حمد بن جاسم بين الحنكة السياسية والنفوذ الاقتصادي، ويُنظر إليه على أنه أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ قطر الحديث، سواء في الداخل أو في ساحة العلاقات الدولية.
ظهرت المقالة حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يكشف عن مخطط لتقسيم الدول أولاً على أحداث العرب.
