قُتلت الطبيبة السورية فاتن هلال إثر إصابتها بطلق ناري، أثناء محاولتها الوصول إلى المستشفى الذي تعمل فيه في مدينة السويداء جنوب سوريا، في ظل تصاعد الاشتباكات العنيفة بين مجموعات مسلحة داخل المدينة.
وتحولت المدينة خلال الأيام الأخيرة إلى ساحة مواجهات دامية بين فصائل مسلحة من أبناء الطائفة الدرزية وعشائر من البدو، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وسط أجواء من الفوضى الأمنية وغياب تام لمؤسسات الدولة.
الدكتورة فاتن هلال
مصادر محلية أكدت أن الدكتورة فاتن هلال كانت في طريقها إلى أحد المستشفيات الحكومية في السويداء عندما أصابها رصاص طائش بالرأس، ما أدى إلى وفاتها على الفور، لتنضم إلى قائمة طويلة من الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء هذا التصعيد المسلح. وفاتها أحدثت صدمة في أوساط زملائها والمجتمع المحلي، كونها كانت معروفة بالتزامها المهني ودورها الإنساني في تقديم الرعاية الصحية.
الوضع الأمني في السويداء يخرج عن السيطرة
وبحسب تقارير صادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تجاوز عدد القتلى في مدينة السويداء منذ اندلاع الاشتباكات الأخيرة حاجز 130 شخصاً، بينهم عدد كبير من المدنيين. كما تم تسجيل إصابات حرجة وحالات نزوح جماعية من القرى والمناطق التي شهدت أعنف المواجهات.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تفكك المنظومة الأمنية في المحافظة، وغياب واضح للدولة السورية عن احتواء الأزمة، ما فتح الباب أمام تصاعد التوتر بين مكونات المدينة. وقد أُعلن عن فرض حظر تجول شامل في مدينة السويداء اعتباراً من صباح الثلاثاء 15 تموز/يوليو وحتى إشعار آخر.
جهود لاحتواء الأزمة
من جهة أخرى، بدأت بعض الجهات الاجتماعية والوجهاء في السويداء بإجراء اتصالات مع ممثلين عن الحكومة السورية المؤقتة في محاولة للتوصل إلى تهدئة ووقف إطلاق نار، في حين تتزايد الدعوات المحلية والدولية لفتح تحقيق عاجل في الجرائم المرتكبة، ومحاسبة المسؤولين عن مقتل المدنيين، وعلى رأسهم الدكتورة فاتن هلال.
رحيل الدكتورة فاتن هلال ألقى بظلاله على المشهد، باعتبارها رمزًا للكوادر الطبية الذين يدفعون حياتهم ثمنًا للقيام بواجبهم في بيئة تزداد خطورتها يوماً بعد يوم.
ظهرت المقالة مقتل الدكتورة فاتن هلال في السويداء خلال توجهها إلى عملها الطبي وسط اشتباكات دامية أولاً على أحداث العرب.
