يُعد الإعلامي السوري فيصل القاسم من أبرز الشخصيات الجدلية على الساحة الإعلامية العربية، بفضل أسلوبه الاستفزازي وبرنامجه الحواري الشهير “الاتجاه المعاكس” الذي يُعرض على قناة الجزيرة القطرية، والذي استضاف عبر سنواته الطويلة ضيوفًا من توجهات متناقضة لمناقشة قضايا ساخنة تمس الواقع السياسي العربي.
النشأة والمسيرة العلمية
وُلد فيصل مؤيد إبراهيم القاسم في 3 يونيو/حزيران 1961 في قرية الثعلة التابعة لمحافظة السويداء جنوب سوريا، وهي منطقة ذات أغلبية من الطائفة الدرزية. تلقى تعليمه الجامعي في جامعة دمشق حيث حصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي عام 1983، ثم أكمل دراسته العليا في المملكة المتحدة، ونال درجة الدكتوراه من جامعة هل البريطانية عام 1990.
يحمل القاسم جنسية مزدوجة، سورية وبريطانية، ما أتاح له فرصًا مهنية واسعة في المجال الإعلامي خارج حدود بلاده، خصوصًا بعد استقراره في قطر وعمله في شبكة قناة الجزيرة منذ تأسيسها.
الحياة المهنية والبروز الإعلامي
دخل القاسم عالم الإعلام بقوة من خلال البرنامج الحواري “الاتجاه المعاكس”، الذي كان من أبرز العوامل في صعود قناة الجزيرة عربيًا، لما يحمله من نقاشات حادة واستضافة ضيوف متضادين في الرأي، ما جعل من البرنامج مادة للنقاش والجدل الواسع، وفي بعض الحالات اندلعت مشادات كلامية وحتى شتائم على الهواء مباشرة.
اشتهر القاسم بجرأته في طرح المواضيع السياسية الحساسة وكسر التابوهات الإعلامية، وغالبًا ما وجّه انتقادات حادة للحكومات والأنظمة العربية، ما جعله محل تقدير عند شريحة واسعة من الجمهور، وهدفًا للهجوم من أطراف أخرى.
في عام 2007، صنّفته مجلة الأعمال العربية ضمن قائمة أقوى الشخصيات العربية تأثيرًا، حيث جاء في المرتبة 64.
ديانة فيصل القاسم
فيما يخص ديانته، فإن فيصل القاسم ينتمي للطائفة الدرزية، كما صرّح بذلك بنفسه في مقابلة تعود لعام 2001. ومع ذلك، أثار القاسم في السنوات الأخيرة بعض الجدل حول توجهه الديني، خصوصًا مع ظهوره المتكرر بخطاب ديني إسلامي الطابع في منشوراته، ما جعل البعض يعتقد أنه ربما تحول للإسلام. إلا أن القاسم لم يعلن رسميًا عن تغيير ديانته، ولم يصدر منه تأكيد أو نفي حول هذا الأمر.
حياته الشخصية
فيصل القاسم متزوج من امرأة سورية تنحدر من قريته “الثعلة”، وله منها ثلاثة أبناء: صبا، وأصيل، وآدم. يُعرف عنه شغفه بالقراءة والتصفح والتسوق، ويهوى الاستماع إلى الموسيقى في أوقات فراغه. كما أنه شقيق الفنان السوري مجد القاسم.
وعلى الرغم من الجدل الذي يرافق اسمه، يظل فيصل القاسم إحدى أبرز الشخصيات الإعلامية تأثيرًا في العالم العربي، وقد تمكن عبر مسيرته من فرض نفسه كصوت إعلامي حاضر في القضايا السياسية الساخنة، سواء اتفقت معه أو اختلفت. أما مسألة ديانته، فتبقى محسومة رسميًا بانتمائه للديانة الدرزية، ما لم يصدر منه إعلان شخصي يُثبت خلاف ذلك.
ظهرت المقالة ديانة فيصل القاسم الإعلامي السوري التي تصدرت البحث! أولاً على أحداث العرب.
