أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الأربعاء، التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان مشابه لم ينجح في وقف الاشتباكات المتفرقة التي اندلعت عقب دخول القوات الحكومية إلى المدينة ذات الغالبية الدرزية.
وفي بيان رسمي، نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، أكدت الوزارة أن الاتفاق يشمل اندماج محافظة السويداء بشكل كامل ضمن الدولة السورية، مع نشر حواجز أمنية تابعة للأمن الداخلي والشرطة، تضم عناصر من أبناء المحافظة أنفسهم، لضمان الاستقرار المحلي.
اتفاق من 14 بندًا بإشراف مشترك
يتضمن الاتفاق 14 بندًا نُشرت تفاصيلها، وتهدف إلى إعادة الهدوء وضمان حماية المدنيين وممتلكاتهم. ووفق البيان، تم الاتفاق على إيقاف جميع العمليات العسكرية بشكل فوري، وتشكيل لجنة مشتركة من الدولة وشيوخ الطائفة الدرزية لمراقبة تنفيذ البنود وضمان الالتزام بها.
كما شمل الاتفاق عودة قوات الجيش السوري إلى ثكناتها، ونشر حواجز أمنية مشتركة في عموم المدينة ومحيطها، بالإضافة إلى احترام حرمة المنازل والحياة المدنية، ومنع أي مساس بالممتلكات الخاصة أو العامة.
دور لمشيخة العقل ومشاركة أهلية واسعة
من جانبه، أعلن شيخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا، يوسف جربوع، في تسجيل مصور نشرته صفحة “الدار” على فيسبوك، التوصل رسميًا إلى الاتفاق بالتنسيق بين مشيخة العقل والسلطات السورية. وأكد أن التفاهم يشمل وقف مظاهر التسلح خارج إطار الدولة، وضمان اندماج السويداء ضمن مؤسسات الدولة السورية.
وأوضح الشيخ جربوع أن الاتفاق جرى بعد سلسلة من المشاورات، وبدعم وجهاء المحافظة والقيادات الاجتماعية، مشيرًا إلى أنه “تم التوافق على آلية لإنهاء حالة السلاح العشوائي بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع”، وبما يحفظ الخصوصية الاجتماعية والتاريخية لمحافظة السويداء.
أبرز بنود الاتفاق:
- وقف كامل للعمليات العسكرية فورًا، ومنع أي هجمات على القوات الأمنية أو حواجزها.
- تشكيل لجنة مراقبة مشتركة للإشراف على تنفيذ الاتفاق وضمان الالتزام ببنوده.
- نشر حواجز أمن داخلي تضم أبناء المحافظة إلى جانب عناصر الشرطة النظامية.
- احترام حرمة المنازل وحياة المدنيين، وحظر المساس بالممتلكات أو تهديدها.
- تنظيم السلاح الثقيل خارج إطار الدولة بالتعاون مع مشايخ ووجهاء المنطقة.
- تأكيد السيادة السورية على السويداء واستعادة مؤسسات الدولة وتفعيلها على الأرض.
- لجنة لتقصي الحقائق والتحقيق في الانتهاكات، وتعويض المتضررين ورد الحقوق.
- تأمين طريق دمشق – السويداء وحماية المسافرين.
- إطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المغيبين على خلفية الأحداث الأخيرة.
التوترات والجهود لاحتوائها
جاء هذا الاتفاق بعد تصاعد التوترات التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية، على خلفية دخول القوات الحكومية، وما رافقه من اشتباكات متقطعة وحالات قلق شعبي، خصوصًا بعد انتشار مقاطع مصورة توثق انتهاكات، من بينها إذلال عدد من الأهالي، ما أثار موجة غضب واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبينما تبقى الأوضاع في السويداء قيد المراقبة الحذرة، يُنظر إلى الاتفاق الأخير باعتباره محاولة لاحتواء الأزمة قبل أن تتطور إلى مواجهة أوسع، في محافظة لطالما تمسكت بخصوصيتها السياسية والاجتماعية، ورفضت الانخراط في النزاع السوري على مدى سنوات.
ظهرت المقالة اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السويداء بعد تصاعد التوترات وعودة القوات إلى ثكناتها أولاً على أحداث العرب.