ممر داوود هو اسم يُطلق على مشروع جيوسياسي مزعوم تنسبه بعض المصادر الإعلامية إلى خطط إسرائيلية تهدف إلى إنشاء ممر بري يمتد من إسرائيل حتى نهر الفرات، مرورًا بجنوب وشرق سوريا وشمال العراق، بما يشمل مناطق يسكنها الدروز والأكراد. يُقال إن هذا الممر يحمل أهدافًا عسكرية، اقتصادية، وأمنية، ويرتبط بشكل مباشر بخطط تقسيم الشرق الأوسط على أسس طائفية وعرقية.
ممر داوود.. خلفية التسمية
سُمي الممر بـ”ممر داوود” نسبةً إلى النبي داوود عليه السلام، الذي يعتبره اليهود مؤسس “مملكة إسرائيل الكبرى”. ويُعتقد أن هذه التسمية جاءت تعبيرًا عن مشروع “إسرائيل الكبرى” التي تمتد – وفق بعض الروايات الصهيونية – من نهر النيل إلى نهر الفرات.
المسار الجغرافي
الممر، بحسب الفيديو المنشور، يبدأ من هضبة الجولان، ويمر عبر جبل الشيخ، ثم إلى القنيطرة، درعا، السويداء، ومنها إلى جنوب شرق سوريا باتجاه منطقة التنف، ثم إلى معبر البوكمال على الحدود العراقية، وصولًا إلى إقليم كردستان في شمال العراق.
الأهداف المعلنة وغير المعلنة
وفقًا لما ورد في المادة الإعلامية:
- السيطرة على الموارد: أبرزها مياه نهر الفرات، وحقول الغاز والنفط في شمال سوريا.
- منع تنفيذ مشاريع الغاز العربي إلى أوروبا، خصوصًا خط الغاز القطري عبر سوريا وتركيا.
- تأسيس منطقة نفوذ إسرائيلية جديدة عبر دعم الحركات الانفصالية الكردية والدرزية وغيرها.
- فرض واقع جيوسياسي جديد في الشرق الأوسط، يخدم مصالح إسرائيل ويجعلها مركزًا إقليميًا عسكريًا واقتصاديًا.
المرجع التاريخي
تُستند فكرة “ممر داوود” إلى مقالات ووثائق نُشرت في:
- عام 1982: مقال في مجلة “كيفونيم” العبرية بقلم الكاتب الإسرائيلي “عوديون”، الذي كان مستشارًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، وتحدث فيه عن خطة تقسيم الشرق الأوسط.
- عام 1993: كتاب “الشرق الأوسط الجديد” لرئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز، الذي تحدث عن تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية صغيرة متناحرة.
العلاقة بالحرب في سوريا
يشير التقرير إلى أن تنفيذ الممر يتطلب من إسرائيل السيطرة على عدة مناطق في جنوب سوريا. ويُقال إن إسرائيل بدأت بالفعل بعض الخطوات، منها:
- احتلال جبل الشيخ والقنيطرة.
- شن ضربات جوية على درعا والسويداء.
- التحريض على النزعات الطائفية والانفصالية، خاصة بين الدروز والعشائر.
كما أُشير إلى تدخل 41 قبيلة وعشيرة بدوية سورية مسلحة في الأحداث الأخيرة، مما عرقل تنفيذ المخطط الإسرائيلي جزئيًا، خاصة بعد فرض وقف إطلاق النار في السويداء.
المكاسب الإسرائيلية المحتملة
- مكاسب أمنية: تطويق إيران من جهة الغرب (العراق) والشمال (أذربيجان).
- مكاسب اقتصادية: السيطرة على مصادر الطاقة والأسواق الجديدة في الدويلات المنشأة.
- مكاسب سياسية: منع تحالفات إقليمية منافسة، خصوصًا بين سوريا وتركيا وإيران.
العلاقة بخط الغاز القطري
يشير الفيديو إلى أن ممر داوود يهدف أيضًا لعرقلة تنفيذ خط الغاز القطري – التركي – الأوروبي، والذي تعطّل منذ عام 2009 بضغط روسي على النظام السوري. ومع تغير الوضع السياسي في سوريا، وظهور قيادة جديدة (أحمد الشرع)، بدأت محاولات لإعادة إحياء المشروع، وهو ما تسعى إسرائيل إلى منعه عبر السيطرة الجغرافية والعسكرية.
الانتقادات والتحديات
تواجه إسرائيل تحديات ميدانية كبيرة أبرزها:
- مقاومة العشائر السورية.
- صعوبة السيطرة على مناطق متنازع عليها كـ السويداء.
- تعقيدات طائفية قد تفجر مواجهات خارج السيطرة.
- احتمالات تدخل دول إقليمية مثل إيران وتركيا لعرقلة تنفيذ المشروع.
الوضع الحالي (2025)
بحسب قناة “المواطن سعيد”، فإن إسرائيل نفذت فعليًا جزءًا كبيرًا من الخطة، وتبقى المرحلة الأهم هي الوصول إلى البوكمال وفصل الحدود السورية عن العراقية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لإيران ويعزز طموح إسرائيل في التحكم بإمدادات الغاز والمياه.
ظهرت المقالة ممر داوود ويكيبيديا أولاً على أحداث العرب.