في تطور لافت، أعلنت قوى الأمن الداخلي في محافظة حلب عن إلقاء القبض على اللواء عماد نفوري، أحد كبار ضباط النظام السوري السابق، وذلك بعد سنوات طويلة من اتهامات طالت اسمه بالتورط في جرائم واسعة النطاق خلال الحرب السورية، لا سيما في الملفات المرتبطة بالقصف الجوي العنيف الذي طال مناطق مدنية.
ينحدر اللواء نفوري من مدينة النبك الواقعة بريف دمشق، ويُعتبر من أبرز الأسماء العسكرية التي تولّت مناصب حساسة في القوات الجوية للنظام، لا سيما منذ تعيينه في عام 2021 بمنصب رئيس أركان القوات الجوية. وتُظهر التقارير الأمنية والعسكرية أنه لعب دورًا محوريًا في توجيه العمليات الجوية، إذ أشرف على ما يقارب 40 ألف طلعة جوية، كثير منها استُخدم فيها البراميل المتفجرة في قصف المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، متسببًا في مقتل وتشريد آلاف المدنيين، وتدمير أحياء بأكملها.
وفي واحدة من أكثر الوقائع صدمة، أصدر نفوري أوامر مباشرة بشن غارة جوية على مسقط رأسه مدينة النبك، ما أسفر عن مقتل ستة من أقاربه من أبناء عمومته، في مؤشر واضح على مدى التزامه بتنفيذ التعليمات دون اعتبار للروابط العائلية أو الخصوصية المدنية، وهو ما دفع بالبعض لوصفه بـ”مهندس المجازر الجوية”.
قبل أن يُنصب قائدًا لأركان سلاح الجو، كان عماد نفوري يشغل منصب قائد اللواء 17 الجوي منذ عام 2012، وهي الوحدة التي أُنيط بها تنفيذ معظم المهام القتالية ضد المناطق المعارضة للنظام، وقد نُسبت إليها عشرات الغارات التي خلفت مآسي موثقة بحق السكان.
وبعد اعتقاله، يُتوقع أن يُحال اللواء نفوري إلى المحاكمة بتهم ارتكاب جرائم حرب وانتهاك حقوق الإنسان، في ظل توفّر شهادات ووثائق تشير إلى مسؤوليته المباشرة عن قرارات عسكرية أدّت إلى سقوط أعداد ضخمة من الضحايا. وتُعدّ هذه الخطوة مؤشرًا قويًا على تحرك قضائي متأخر نحو محاسبة المتورطين في الجرائم التي وقعت خلال سنوات الحرب السورية، ومقدمة لإعادة الاعتبار لآلاف العائلات المتضررة.
اعتقال نفوري، الذي كان يُنظر إليه في الأوساط العسكرية كمقرب من الدوائر العليا في النظام السابق، قد يفتح الباب واسعًا أمام سلسلة من التحقيقات الموسعة، وقد يكشف عن مزيد من الأسماء المتورطة في إدارة آلة القمع الجوي، التي خلّفت أثرًا مأساويًا في الذاكرة السورية.
ظهرت المقالة اعتقال اللواء عماد نفوري في حلب: ضابط القوة الجوية أمام اتهامات بارتكاب جرائم حرب أولاً على أحداث العرب.