يتسلل سرطان العين بصمت إلى أنسجة العين أو ما يحيط بها، ويصعب في كثير من الأحيان رصده في مراحله المبكرة، ما يجعل الفحوصات الدورية للعين ضرورة لا غنى عنها. وتتعدد أشكال هذا المرض، إذ يُصيب الكبار في صورة الورم الميلانيني داخل العين، بينما يضرب الصغار عبر ورم الشبكية، أما الورم اللمفاوي، فعادة ما يظهر لدى من يعانون ضعفًا في جهاز المناعة.
لا تقتصر الإصابة على الشبكية أو القزحية فحسب، بل يمكن للسرطان أن يستهدف أي جزء من العين، أو حتى أنسجتها المحيطة، دون أن يترك وراءه إشارات واضحة في البداية.
سرطان العين: سبع إشارات صامتة لا يجب تجاهلها
قد تبدأ الأعراض بتحولات طفيفة في النظر، إلا أن هذه التغيّرات قد تكون مؤشراً على مشكلة خطيرة تتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا. ومن أبرز هذه الأعراض:
1. اضطراب الرؤية بشكل تدريجي
يُعد الغباش المفاجئ أو تشوه الصور من أولى العلامات التي قد تظهر في المراحل الأولى. يرى المصاب الخطوط المستقيمة منحنية، وتفقد الألوان وضوحها، وتظهر أجزاء من المشهد وكأنها محجوبة. هذه الظواهر قد تصيب عينًا واحدة أو كلتيهما، وتزداد مع الوقت نتيجة تغيّر في بنية العين بسبب نمو الورم.
2. ومضات ضوء وبقع عائمة
قد يلاحظ المريض ومضات ضوئية سريعة، أو بقعًا داكنة تتحرك في مجال رؤيته. هذه الظلال الطافية قد تكون دليلًا على وجود ورم يضغط على شبكية العين أو يسبب اضطرابًا في سائل العين، وهي أعراض تستحق التحقيق الفوري عند ظهورها بشكل متكرر.
3. بقع داكنة على بياض العين أو القزحية
ظهور بقع غريبة أو نتوءات بارزة تختلف في الحجم أو اللون على سطح العين قد يكون مؤشرًا على نمو غير طبيعي. تختلف هذه البقع عن النمش الطبيعي بسرعة تطورها وحدودها غير المنتظمة، وغالبًا ما تكون ملمسها مختلفًا. يجب مراقبتها وعدم تجاهل أي تغيّر مفاجئ فيها.
4. خلل في شكل أو حجم الحدقة
عندما تصبح الحدقة غير دائرية أو تتخذ شكلًا غير معتاد، أو حين لا تستجيب للضوء كما يجب، فذلك يدل على احتمال وجود خلل في العضلات المسؤولة عن توسعها وانقباضها، وربما يكون ورمًا أثّر على وظائفها الحيوية.
5. تضييق مجال الرؤية الجانبية
يصعب على المريض في هذه الحالة رؤية ما يوجد على جانبيه دون أن يدير رأسه، وهي علامة على تضرر العصب البصري أو الشبكية. هذه الحالة غالبًا ما تتفاقم بصمت، ما يجعل اكتشافها متأخرًا في كثير من الأحيان، وتُضاعف من احتمالية التعثر أو الحوادث نتيجة ضعف الإدراك البصري.
6. انتفاخ في عين واحدة
عندما يبدأ الورم بالنمو خلف العين، قد يدفع بها إلى الأمام تدريجيًا، وهو ما يظهر في البداية بشكل طفيف، قبل أن يصبح بارزًا وواضحًا. ظهور أي تكتل على الجفن أو حول العين يستدعي التقييم الطبي العاجل، خاصة إذا تزايد حجمه أو استمر لفترة طويلة دون تحسن.
7. احمرار مزمن أو ألم متصاعد
الاحمرار المستمر الذي لا يزول بالعلاجات المعتادة، قد يكون دليلاً على وجود التهاب داخلي ناتج عن الورم. قد يترافق الاحمرار مع شعور بالحكة أو الحرقة، نتيجة تمدد الأوعية الدموية أو ارتفاع ضغط العين الداخلي، ما يجعل الألم عرضًا يجب عدم الاستهانة به.
الكشف المبكر… مفتاح الأمل
توصي الهيئات الطبية بضرورة المسارعة إلى الطبيب عند ظهور أي من هذه العلامات، لا سيما إذا استمرت أو ازدادت حدتها. فالكشف المبكر لا يُنقذ النظر فحسب، بل يُحسّن أيضًا من فعالية العلاج ويقلل من المخاطر طويلة الأمد.
ويُعد أصحاب العيون الفاتحة، أو من لديهم تاريخ عائلي مع سرطان الجلد، أو أولئك الذين يتعرضون لأشعة الشمس لفترات طويلة، أكثر عرضة للإصابة. لذا، فإن الفحوصات الدورية للعين لا يجب أن تكون ترفًا، بل وسيلة للوقاية من خطر قد يتسلل في صمت.
ظهرت المقالة أعراض خفية قد تنذر بسرطان العين.. متى يتحوّل التشوّش البصري إلى إنذار طبي؟ أولاً على أحداث العرب.