نجحت فرق الإنقاذ السورية والتركية، يوم الخميس 7 أغسطس/آب 2025، في تنفيذ عملية معقدة لإنقاذ الطفل السوري علي صالح عبدي، البالغ من العمر أربع سنوات، بعد سقوطه في بئر مياه ضيقة وعميقة يبلغ عمقها خمسين متراً، داخل مزرعة في قرية كورمازة التابعة لناحية تل أبيض بمحافظة الرقة.
سقوط مفاجئ واستجابة عاجلة
بدأت الحادثة في ساعات الصباح حين كان الطفل يلهو قرب بئر مفتوح أثناء تواجده مع عائلته في أرضهم الزراعية، ليسقط داخله بشكل مفاجئ. وعلى الفور، تدخلت فرق الدفاع المدني السوري العاملة في المنطقة، إلا أن الطبيعة الجغرافية النائية للقرية وغياب فرق الطوارئ الرسمية من وزارة الكوارث السورية دفعت إلى طلب إسناد مباشر من الجانب التركي.
وأفادت مصادر محلية بأن الطفل ظل عالقًا داخل البئر لأكثر من 16 ساعة متواصلة، وسط جهود دقيقة ومتواصلة من فرق الإنقاذ التي استعانت بـ كاميرات حرارية وتقنيات تصوير تحت الأرض لتحديد موقع الطفل، إلى جانب تزويده بأنابيب الأوكسجين طيلة المدة لضمان بقائه على قيد الحياة.
مشهد إنساني مؤثر ولحظة إنقاذ ملحمية
وثّق عدد من سكان القرية اللحظات المؤثرة للحادثة عبر هواتفهم، حيث ظهرت مشاعر التوتر والخوف على وجوه الحاضرين، إلى أن تحوّلت إلى دموع فرح وهتافات لحظة انتشال الطفل حيًّا من عمق البئر، في مشهد هزّ مشاعر المتابعين داخل سوريا وخارجها.
وشهد محيط موقع الحادث احتفالات عفوية أطلق فيها الأهالي الهتافات والتكبيرات، بل وأطلق بعضهم الأعيرة النارية في الهواء تعبيرًا عن فرحتهم بالنتيجة السعيدة التي أفضت إليها عملية الإنقاذ.
— حمزة (@hamza7674522671) August 7, 2025
الرعاية الصحية والتفاعل المجتمعي
تم نقل الطفل “علي” مباشرة إلى أحد المستشفيات القريبة في مدينة تل أبيض، حيث خضع لفحوصات طبية شاملة للاطمئنان على حالته الجسدية والنفسية. ووفق مصدر طبي، فإن حالته مستقرة ولا يعاني من إصابات خطيرة.
على صعيد متصل، اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي في سوريا والمنطقة موجة من التفاعل والدعاء والتضامن، حيث عبّر المغرّدون والنشطاء عن إعجابهم بـ”الاستجابة البطولية” للفرق المنقذة، وحيّوا التنسيق السوري التركي الذي أتاح إنقاذ الطفل قبل فوات الأوان.
تصريح رسمي من وزارة الطوارئ
من جهته، أشاد رائد الصالح، وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، بالعملية الناجحة، مؤكدًا أن فرق الإنقاذ التركية تحركت فور تلقي البلاغ، وتم تسخير كل المعدات والخبرات اللازمة لإنقاذ حياة الطفل. وقال: “لقد وضعنا كل إمكانياتنا لإنهاء المأساة بأمان، وكان هدفنا منذ اللحظة الأولى هو أن يعود علي إلى حضن عائلته سليمًا”.
وتبقى هذه الواقعة، التي كادت تتحول إلى مأساة، شاهدًا على أهمية الاستجابة السريعة والتنسيق الإنساني العابر للحدود، ودرسًا في كيفية تحويل الكوارث إلى لحظات إنسانية خالدة.
ظهرت المقالة شاهد.. لحظة انقاذ الطفل علي صالح عبدي أولاً على أحداث العرب.
