خلال الساعات الأخيرة، تصدّر اسم الجندي سامي حميد المقاطي العتيبي مواقع البحث ومنصات التواصل الاجتماعي، بعد إعلان خبر استشهاده أثناء تأدية واجبه في حماية الحرم المكي الشريف.
وتداولت آلاف الحسابات مقاطع وصورًا توثق لحظة الحادثة، وسط حالة من الحزن الممزوج بالفخر لما أظهره الشهيد من شجاعة وبسالة.
من هو سامي حميد المقاطي العتيبي؟
ينتمي الشهيد إلى قبيلة عتيبة، إحدى القبائل المعروفة في المملكة العربية السعودية، عمل ضمن صفوف القوات الخاصة المكلّفة بحماية الحرم المكي، وكان مثالًا للجندي الملتزم بعمله والمخلص في أداء مهامه، عُرف بين زملائه بالهدوء والانضباط وحسن التعامل مع الزوار والمعتمرين، ما جعله يحظى باحترام الجميع.
سامي حميد المقاطي العتيبي جندي من جنود الحرم توفى اثناء تأديته عمله في الحرم قبل ايام الله يرحمه ويغفرله ويسكنه فسيح جناته 💔
حسب المتداول ان هذا بطل من ابطالنا في وطنا الغالي كان يؤدي عمله في ساحات الحرم ومنع أفريقي من المرور من مكان غير مخصص للمرور وطعنه الافريقي وهرب ولحقه… pic.twitter.com/7VcFF6zPJ5
— وردجنات (@fofoaa909) August 8, 2025
تفاصيل الحادثة
وقعت الحادثة داخل ساحات الحرم المكي، حين حاول شخص من أصول إفريقية عبور منطقة غير مخصصة للمارة، تصدّى له الجندي سامي المقاطي وفق الإجراءات الأمنية المتبعة، وحاول منعه من التقدّم حفاظًا على النظام وسلامة الحجاج والمعتمرين.
لكن الموقف سرعان ما تحوّل إلى اعتداء مباشر، حيث استلّ المعتدي أداة حادة ووجّه عدة طعنات إلى الجندي، أصابته في الرقبة والظهر، ورغم خطورة الإصابات، تمكّن الشهيد من السيطرة على المهاجم وشلّ حركته، قبل أن يسقط متأثرًا بجراحه.
الموقف البطولي
ما ميّز الحادثة هو أن سامي المقاطي لم يفكر في نفسه لحظة الهجوم، بل كان تركيزه منصبًا على حماية المكان ومن فيه، هذا الموقف البطولي أثبت شجاعته الفائقة وإخلاصه لعمله، ليكتب بذلك آخر صفحات حياته بأبهى صور التضحية.
وقد أثار خبر الاستشهاد موجة واسعة من التعاطف والحزن عبر مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية وخارجها.
كثيرون وصفوه بـ”الشهيد البطل”، واعتبروا أن ما فعله يمثل أسمى صور الوفاء لمهنة حماية الحرم المكي، وانتشرت دعوات بالرحمة له والصبر لأسرته، وسط مطالبات بتكريمه رسميًا تخليدًا لذكراه.
غياب الرواية الرسمية
حتى الآن، لم تُصدر الجهات الأمنية أو إدارة شؤون الحرم بيانًا رسميًا يوضح كافة تفاصيل الحادثة أو خلفيات المعتدي، وكل ما جرى تداوله اعتمد على روايات شهود العيان والمقاطع المصوّرة التي انتشرت عبر المنصات الرقمية.
رحل سامي حميد المقاطي العتيبي، لكن قصته ستظل حاضرة في ذاكرة كل من تابع الحادثة. فقد قدّم درسًا في الشجاعة والإيثار، وضرب مثالًا يُحتذى به في الإخلاص وحب الوطن، لتبقى ذكراه جزءًا من سجل الأبطال الذين حموا أطهر بقاع الأرض.
ظهرت المقالة سامي حميد المقاطي العتيبي.. من هو الجندي السعودي الذي استشهد؟ أولاً على أحداث العرب.