فقدت السعودية يوم العاشر من أغسطس 2025 واحدًا من أعمدتها العسكرية البارزة، بوفاة الفريق الركن سلطان بن عادي المطيري عن عمر ناهز 86 عامًا، بعد مسيرة حافلة امتدت لأكثر من أربعة عقود في ميادين الشرف والعمل الوطني، قاد خلالها مواقع قيادية محورية، وشارك في أحداث مصيرية، أبرزها حرب الخليج الثانية ومعركة تحرير الكويت عام 1991.
سلطان بن عادي المطيري: النشأة والبدايات
وُلد المطيري عام 1939 (1358 هـ) في المملكة العربية السعودية، وتلقى تعليمه الأولي في المدرسة السعودية بالمربع في الرياض، التي كانت تحت رعاية الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود.
وفي عام 1951، التحق بالمدرسة الحربية، وتخرج بعد سبع سنوات في كلية الملك عبد العزيز الحربية برتبة ملازم، حاملاً شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية، ليبدأ رحلة طويلة في خدمة القوات المسلحة.
تأهيل عسكري رفيع المستوى
تميز المطيري بمسار تدريبي حافل، جمع بين التعليم العسكري المحلي والدورات المتقدمة في كبرى المؤسسات الدولية. فقد حصل على دورة تأسيسية في الدفاع الجوي عام 1960، وأكمل دورة لغات في معهد اللغات بالرياض عام 1961، ثم سافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 لدراسة مدفعية الميدان المتقدمة، وتخصص لاحقًا في أنظمة صواريخ “هوك” عام 1972.
كما نال زمالة كلية الحرب الأمريكية عام 1981، وزمالة أكاديمية ناصر العسكرية العليا في مصر عام 1989، وهما يعادلان درجة الماجستير في العلوم العسكرية، إلى جانب إتمامه دورات أركان في السعودية والولايات المتحدة خلال السبعينيات.
مناصب قيادية وإنجازات ميدانية
تنقل المطيري بين مواقع قيادية بارزة، بدأها كقائد فصيل وبطارية دفاع جوي، مرورًا بالتدريس في مدرسة الدفاع الجوي، وصولًا إلى قيادة اللواء الحادي عشر وقوة شرورة، ثم قيادة مركز العمليات المتقدم لقيادة القوات المشتركة أثناء حرب الخليج الثانية.
وفي أعقاب الحرب، تولى قيادة المنطقة الشرقية (1992-1997)، ثم قيادة القوات البرية الملكية السعودية حتى عام 2002، قبل أن يُعيّن نائبًا لرئيس هيئة الأركان العامة حتى عام 2007.
الأوسمة والتكريم
حصل الفريق الركن المطيري على باقة من أرفع الأوسمة المحلية والدولية، منها وسام الملك عبد العزيز بدرجتيه الممتازة والثانية، ووسام الملك فيصل بدرجتيه الثانية والثالثة، إضافة إلى أوسمة من الولايات المتحدة وفرنسا وسلطنة عمان والكويت وباكستان، إلى جانب ميداليات عسكرية بارزة مثل ميدالية تحرير الكويت ونوط درع الجزيرة وميدالية المسجد الحرام.
التقاعد والوفاء للوطن
في الثاني من سبتمبر 2007، صدر أمر ملكي بإحالته إلى التقاعد بعد أربعة عقود من الخدمة العسكرية، حيث كرّمه الأمير سلطان بن عبد العزيز – رحمه الله – تقديرًا لجهوده. وفي كلمته آنذاك، أعرب المطيري عن امتنانه للقيادة السعودية، مؤكّدًا استعداده الدائم لخدمة دينه ومليكه ووطنه في أي موقع يُطلب منه.
برحيل الفريق الركن سلطان بن عادي المطيري، تطوي المملكة صفحة قائد عسكري ترك بصمة واضحة في تاريخها الحديث، وظل اسمه مرتبطًا بالكفاءة والانضباط والإخلاص في خدمة الوطن.
ظهرت المقالة وفاة الفريق سلطان بن عادي المطيري – قائد معركة تحرير الكويت يترجل أولاً على أحداث العرب.