في واحدة من أكبر الفضائح التي شهدتها كرة القدم الأوروبية في السنوات الأخيرة، أعلن الاتحاد التركي لكرة القدم يوم الجمعة إيقاف 149 حكمًا بعد ثبوت تورطهم في أنشطة مراهنة غير مشروعة على المباريات، في قضية هزّت أركان المنظومة الرياضية في البلاد وأثارت موجة غضب عارمة بين الجماهير واللاعبين والإعلام الرياضي.
وجاء القرار الصادم بعد تحقيقات موسّعة كشفت عن تورط الحكام في آلاف الرهانات على مباريات محلية ودولية، في خرق صريح للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي تحظر على الحكام واللاعبين المشاركة في أي أنشطة مراهنة تتعلق باللعبة. وأوضح الاتحاد التركي في بيان رسمي أن فترات الإيقاف تتراوح بين 8 أشهر وعام كامل، مشيرًا إلى أن التحقيق لا يزال مستمرًا بحق ثلاثة حكام آخرين يُشتبه في تورطهم بنفس القضية.
وقال إبراهيم حاجي عثمان أوغلو، رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم، في تصريحات حازمة عقب الإعلان عن العقوبات:
“التحكيم مهنة شريفة، ومن يلطخ هذا الشرف لن يشارك بعد اليوم في كرة القدم التركية”.
تصريحاته التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والدولية اعتُبرت بمثابة إعلان “تطهير شامل” داخل السلك التحكيمي التركي، وسط دعوات إلى إعادة هيكلة منظومة التحكيم بالكامل بعد أن تبيّن أن الفساد طال حتى الفئة التي يفترض بها حماية نزاهة المنافسة.
وبحسب تفاصيل التحقيقات التي نُشرت في الصحافة التركية، فإن 10 من الحكام الموقوفين شاركوا في أكثر من 10 آلاف رهان على مباريات مختلفة، بينما سجّلت التحقيقات رقمًا صادمًا لحكم واحد راهن على أكثر من 18 ألف مناسبة كروية، في ما وصفه محللون بأنه “سلوك إدماني خطير يقوّض أخلاقيات المهنة تمامًا”.
القضية التي بدأت كبلاغ فردي قبل أشهر، تحوّلت سريعًا إلى فضيحة وطنية تهدد سمعة الكرة التركية أمام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، خصوصًا في ظل دعوات تطالب بفتح تحقيق أوروبي مستقل في شبهات الفساد.
التدوينة فضيحة مدوّية تهزّ الكرة التركية: إيقاف 149 حكمًا بتهمة المراهنة و”أوغلو” يتوعد من لطّخ شرف اللعبة ظهرت أولاً على المقال نيوز.
