من هو زوج هبة السويدي، واحد من التساؤلات التي احتلت عناوين البحث اليوم، وسط رغبة المئات لمطالعة كيف مات ابن هبة السويدي وتفاصيل حياتها الشخصية، حيث نكشف لكم عن كل شيء عنها وزوجها وأولادها.
لم تكن رحلة هبة السويدي مجرد مسار في العمل الخيري، بل كانت حكاية امرأة واجهت الألم بالمحبة، والفقد بالعطاء، حتى تحولت إلى واحدة من أبرز رموز الإنسانية في مصر والعالم العربي. ولدت هبة هلال السويدي في الثاني والعشرين من سبتمبر عام 1973 لأب مصري وأم سعودية، ونشأت في مدينة جدة قبل أن تنتقل إلى مصر بعد زواجها من ابن عمها أحمد عبد الكريم السويدي. درست في جامعة الملك عبد العزيز وتخرجت عام 1995، لتبدأ حياة جديدة بين القاهرة والرياض، حياة لم تكن تدرك أنها ستقودها لاحقًا إلى طريق مختلف تمامًا، طريق محفوف بالحزن لكنه مضاء بالأمل.
عرفت هبة بداية طريقها كسيدة أعمال ناجحة، غير أن التحول الكبير في حياتها جاء حين قررت أن تترك عالم التجارة لتتفرغ للأعمال التطوعية. ومع اندلاع ثورة يناير عام 2011، كانت واحدة من الوجوه التي لم تغادر الميدان، حيث وضعت خبراتها وإمكاناتها لخدمة المصابين والجرحى، تشرف بنفسها على علاجهم وتنقل الحالات الخطيرة على نفقتها الخاصة إلى الخارج. هناك، في قلب ميدان التحرير، وُلد لقب “أم الثوار”، وصارت هبة رمزًا للرحمة في زمن الغضب. لم تكتفِ بمساعدة المصابين في مصر، بل امتد دعمها إلى مصابي الثورة الليبية وأسر الشهداء في البلدين، لتثبت أن إنسانيتها لا تعرف حدودًا.
لكن ما لا يعرفه كثيرون أن خلف هذا العطاء الهائل مأساة شخصية أليمة شكّلت نقطة التحول الحقيقية في حياة هبة السويدي. فقدت ابنها في حادث مفاجئ وغامض، تحدثت عنه بحذر في لقاءاتها، مكتفية بالإشارة إلى أن السبب كان لعبة على الهاتف المحمول. كان ذلك الحدث كفيلاً بأن يكسرها، لكنها اختارت أن تخلق من تحت الركام معنى جديدًا للحياة. رأت أن وجعها يشبه وجع الأمهات اللواتي يفقدن أبناءهن، وأن الحروق التي تمزق أجساد الأطفال في صمت تشبه الجرح الذي خلّفه رحيل ابنها في قلبها. ومن هنا، قررت أن تهب حياتها لعلاج من يعانون مثل هذا الألم، وأن تضع كل ما تملك من مال وجهد في سبيلهم.
وفي عام 2013، تجسّد حلمها في تأسيس مؤسسة “أهل مصر”، وهي أول مؤسسة غير هادفة للربح متخصصة في علاج الحروق وإعادة تأهيل المصابين ودمجهم في المجتمع. لم تنظر هبة إلى الحروق كإصابة طبية فقط، بل كقضية إنسانية واجتماعية واقتصادية تمسّ الفقراء والمهمشين الذين يعيشون في ظروف تفتقر إلى الأمان والمياه النظيفة، ما يجعلهم أكثر عرضة للحوادث. آمنت بأن من ينجو من الحريق لا يحتاج فقط إلى العلاج الجسدي، بل إلى من يعيد إليه ثقته بنفسه وحلمه بالحياة. ومن خلال حملات توعية ضخمة، استطاعت أن تلفت انتباه المجتمع والدولة إلى قضية ظلت لسنوات في الظل، حتى أصبح اسمها مرادفًا للأمل لدى آلاف المصابين.
ولم يتوقف عطاؤها عند هذا الحد، بل امتد إلى تمكين النساء من خلال برنامج “ستات مصر”، الذي أطلقته تحت مظلة مؤسستها لمساعدة السيدات المعيلات على إيجاد فرص عمل شريفة تضمن لهن حياة كريمة. كان هدفها أن تزرع في كل امرأة فقدت الأمل شعورًا جديدًا بالقوة، وأن تجعلها تدرك أن الكرامة لا تُمنح، بل تُصنع بالعمل والإصرار. لقد حولت هبة السويدي العمل الخيري إلى مشروع وطني يتجاوز المساعدات المؤقتة إلى بناء منظومة كاملة من الوعي والرعاية والإنتاج.
اليوم، وبعد أكثر من عقدٍ من العطاء، صارت هبة السويدي رمزًا للإنسانية الصلبة التي لا تنكسر. فقدت ابنها لكنها أنقذت آلاف الأبناء. واجهت الموت فصنعت من رماده حياةً جديدة لغيرها. وفي كل مرة تُسأل عن سر قوتها، تتفي بابتسامة هادئة وتقول: “أنا فقط أمٌّ فقدت ابنها، ولم تشأ أن يفقد غيرها ما فقدت.”
التدوينة من هو زوج هبة السويدي.. كيف مات ابن هبة السويدي؟ ظهرت أولاً على المقال نيوز.
